رضيعا فيهم. ويقال لهم بنو سعد بن بكر ذكر صاحب صبح الأعشى أن منهم فرقة بنواحي باجة من المغرب. ومن هوازن بنو عامر بن صعصعة.
ومنهم بنو كلاب، وكان لهم في الإسلام دولة باليمامة، ثم انتقلوا إلى الشام وملكوا حلب مدة من الزمن. ومن بني عامر بن صعصعة بنو هلال وهم أشهر قبائل العرب. وكانوا في الحجاز ونجد. وقد انتقلوا إلى المغرب فملئوه. ثم إن قبيلة حرب الكبيرة في الحجاز من بني هلال، وهم بطون ثلاثة؛ بنو مسروح وبنو سالم، وبنو عبيد الله. هكذا في صبح الأعشى. وأما في كتاب «الارتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف» فقد جاء في الصفحة 372 ذكر قبائل الحجاز النازلة بين الحرمين، وقد كنت نقلتها عن سجلات الحكومة في المدينة المنورة فهنالك أقول: «أهم هذه القبائل حرب، وهم بنو حرب بن هلال بن عامر بن صعصعة من العرب العدنانية. وحرب خلف أربعة أولاد: سالم، ومسروح، وعبد الله وعمرو. فمسروح أكثرهم ولدا، وقد دخلت بطون بني عبد الله وبنو عمرو في مسروح.» أما صبح الأعشى فيقول نقلا عن الحمداني: إنهم ثلاثة بطون؛ بنو مسروح، وبنو سالم، وبنو عبيد الله. وقال: إن من حرب زبيد الحجاز، وذكر أن منهم بني عمرو. ومنازل مسروح من مكة إلى المدينة المنورة وعددهم يزيد على ستين ألف نسمة. وأما بنو سالم من حرب فمنازلهم من مكة إلى المدينة إلى وادي الصفر إلى الحديدة إلى ينبع البحر، وهم يزيدون على خمسين ألفا. فحرب إذا اجتمعت تزيد على مئة ألف نسمة، وكان شيخ مشايخ حرب خلف بن حذيفة الأحمدي، وكان ناصر بن نصار الظاهر، ومنصور الظاهري، من مشايخ المراوحة من بني سالم من حرب. وبنو مزينة الذين بأطراف المدينة والذين منهم زهير بن أبي سلمى المزني صاحب المعلقة، داخلون الآن في بني سالم من حرب. والحال أن مزينة في الأصل هم بنو عثمان وأوس ابني عمرو بن أد بن طانجة، واسمه عمرو بن إلياس بن مضر على ما في صبح الأعشى. وكان شيخهم حجاب بن بخيت معدودا من مشايخ المراوحة من بني سالم إلى آخر ما ذكرناه من أسماء شيوخ حرب في العصر الأخير.
وأخبرني العلامة النسابة الشيخ عبد الله بن بلهيد قاضي قضاة المملكة السعودية أن ما ذكرته عن قبائل الحجاز هو أصح ما اطلع عليه في هذا الباب. ومن بني عامر بن صعصعة أيضا بنو عقيل، وكانت مساكنهم بالبحرين، وكانوا أعظم القبائل هناك واجتمعوا هم وبنو تغلب على بني سليم بن منصور فأخرجوهم من البحرين، ثم تغلب بنو تغلب على بني عقيل فأخرجوهم إلى العراق، ثم عادوا إلى البحرين وتغلبوا على بني تميم. ومن بني عقيل بنو عبادة، وبنو خفاجة في العراق ومنهم المنتفق. ثم من بطون هوازن بنو جشم؛ كانت مساكنهم بالسروات بين تهامة ونجد، ومن بطون هوازن ثقيف، ويقال للطائف سوق ثقيف، لأنهم سكانها ومحيطون بها من كل جهة. وفى كتابنا «الارتسامات اللطاف» استوفينا الكلام على ثقيف. ومن قبائل قيس باهلة، وبنو مازن، وبنو غطفان، ومن غطفان بنو عبس جماعة عنترة الفارس المشهور. ومنهم أشجع، ذكر صاحب الأعشى أن منهم حيا عظيما بسجاماسة في المغرب. ومن غطفان دبيان. ومنهم النابغة الذبياني، ومن ذبيان فزارة ومنهم بنو صبيح في برقة ومن هؤلاء رواحة وهيب بأرض برقة إلى طرابلس الغرب وبأفريقيا والمغرب. ومنهم جماعة بالديار المصرية.
ومن قبائل قيس بنو سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان وكانوا في عالية نجد بالقرب من خيبر، وفى وادي القرى وتيماء، ولكن أكثرهم رحلوا إلى مصر، ثم إلى برقة، وأكثر عرب برقة منهم. ومن شاء أن يتوسع في معرفة قبائل برقة فعليه بحواشينا على «حاضر العالم الإسلامى» فإنه يجد في الفصل المتعلق بطرابلس الغرب من صفحة 64 من المجلد الثاني إلى صفحة 165 كل ما يلزم من المعلومات عن ذلك القطر، ولا سيما عن القبائل بأسمائها القديمة والجديدة مما يطول بنا استيفاؤها هنا. ونحن إنما ذكرنا هنا مجمل أنساب العرب على سبيل التمثيل.
ومن قبائل قيس بنو عدوان وكانوا بالطائف، ثم غلبهم عليها ثقيف فخرجوا إلى تهامة، وبأفريقيا منهم أحياء بادية، وفى شرق الأردن اليوم عرب العدوان، وهم رؤساء البدو في تلك الناحية، ولا يعلم هل هم من عدوان هؤلاء، أم هو اتفاق في الاسم.
ومن مضر الياس، وكانت تحته خندف بكسر الخاء وسكون النون وكسر الدال وهي بنت حلوان بن عمران بن الحافي بن قضاعة، عرف بنوه بها فقيل لهم خندف وغلب على سائر قيس قال الشاعر، وقد أهانه العدنانية في أسوان وأعزه القحطانية في اليمن:
إذا تم لي في أرض مأرب مأربي
فلست على أسوان يوما بأسوان
إذا جهلت قدري زعانف خندف
فقد عرفت فضلي غطارف همدان
Shafi da ba'a sani ba