Tarihin Motsin Kasa a Misira Ta Da
تاريخ الحركة القومية في مصر القديمة: من فجر التاريخ إلى الفتح العربي
Nau'ikan
ومن يومئذ تتابعت الأسرات الملكية في ظل الوحدة وسارت بالبلاد قدما إلى الأمام ، ولم يسكت الشعب عن ضيم أصابه، وظل طوال القرون يناضل عن استقلاله ويرد عنه كيد المعتدين والغاصبين، وهذا أول ما عنيت بإبرازه في صحائف هذا الكتاب.
يحصي المؤرخون الأسرات الملكية المصرية بثلاثين أسرة، يقسمونها إلى ثلاثة عهود هي: الدولة القديمة، تليها الدولة الوسطى، ثم الدولة الحديثة، وقد سرت على هذه التسمية في إبراز الحوادث الهامة التي لها علاقة بالحركة القومية. •••
ففي أواخر عهد الأسرة السادسة من الدولة القديمة، قامت ثورة اجتماعية شعبية ظهرت لها نتائجها وآثارها على تعاقب السنين.
وبسقوط الأسرة العاشرة بدأت الدولة الوسطى من الأسرة الحادية عشرة إلى السابعة عشرة، ثم تلتها الدولة الحديثة من الأسرة الثامنة عشرة إلى الأسرة الثلاثين.
وفي عهد الأسرة الثالثة عشرة رزئت البلاد بالغزو الهكسوسي الذي عصف باستقلالها، واستمر يعبث به ردحا من الزمن، ثم لم تلبث مصر أن نهضت من كبوتها وخاضت معركة الحرية، وطردت الهكسوس سنة 1570 قبل الميلاد على يد «أحمس» الأول مؤسس الأسرة الثامنة عشرة. •••
وكان تحرير البلاد من الهكسوس قد غرس في النفوس روح القومية، وحفزها إلى غزو معاقلهم في فلسطين وسورية ولبنان، فشنت مصر عليهم وعلى حلفائهم في عهد الدولة الحديثة حروبا دفاعية بقيادة «تحوتمس الثالث» بطل معركة «مجدو» سنة 1479 قبل الميلاد، واستمرت هذه الحروب عدة سنين حتى اطمأنت مصر على كيانها، ومن ثم اتسعت رقعتها فامتدت حدودها من أعالي الفرات شمالا إلى الشلال الرابع على النيل جنوبا.
ثم ظهرت أطماع الدول المعادية لها وأخذوا ينتقصونها من أطرافها، وينالون من وحدتها، حين آنسوا منها ضعفا وانقساما في جبهتها الداخلية، فثبتت لهذه المحاولات، وامتاز عهد رمسيس الثاني بحروبه الدفاعية في سبيل حفظ كيان الدولة المصرية، وسار على نهجه خلفاؤه.
وتجددت الأطماع، واستطاع الآشوريون أن يغيروا على مصر ويحتلوها.
ثم لم يلبث الشعب أن أجلاهم عنها في عهد «أبسماتيك الأول»، وعادت لها حريتها واستقلالها. •••
وظلت على ذلك إلى أن نكبت سنة 525ق.م. بالغزو الفارسي، ولم يكن هذا الغزو الذي قاده قمبيز بمضيع كيان مصر أو مضعضع لمكانتها التي نالتها على تعاقب القرون. فإذا قارنا هذا الغزو بما أصاب الإمبراطورية الرومانية حين استهدفت في القرن الخامس بعد الميلاد لغزوات أقوام من الهمج انقضوا عليها فدمروها ودكوا معالمها ومزقوا أوصالها، نجد أن مصر على العكس قد صمدت للغزو الفارسي واحتفظت بكيانها وطابعها القديم، ولم تستسلم للمحتل المغير، بل ثارت عليه المرة بعد المرة، إلى أن جاء الإسكندر المقدوني يحارب الفرس ويصادق المصريين، فهزم دولة الفرس وقوض أركانها واستولى على عاصمتها. •••
Shafi da ba'a sani ba