Tarihin Motsin Kasa a Misira Ta Da
تاريخ الحركة القومية في مصر القديمة: من فجر التاريخ إلى الفتح العربي
Nau'ikan
القائد العام للرومان داخل الحصن أيضا، يتولى القيادة العليا للدفاع عنه. (7-9) المفاوضات بين عمرو بن العاص والمقوقس
كان قيرس (المقوقس) برغم أنه من الرومان، يميل إلى الصلح مع العرب؛ لشعوره بضعف مركز قومه (الرومان)، وما رآه من توالي هزائمهم أمام العرب في الشام وفلسطين، فخرج ليلة من الحصن وذهب إلى جزيرة الروضة.
وأرسل إلى عمرو وفدا برئاسة أسقف بابلون؛ لمقابلته واستطلاع رأيه في الصلح.
فقابل الرسل عمرا وقالوا له: «إنكم قوم قد ولجتم بلادنا، وألححتم على قتالنا، وطال مقامكم في أرضنا، وإنما أنتم عصبة يسيرة، وقد أظلتكم الروم (الرومان) وجهزوا إليكم ومعهم من العدة والسلاح، وقد أحاط بكم هذا النيل، وإنما أنتم أسارى في أيدينا. فابعثوا إلينا رجالا منكم نسمع من كلامهم، فلعله أن يأتي الأمر فيما بيننا وبينكم على ما تحبون ونحب، وينقطع عنا وعنكم هذا القتال، قبل أن تغشاكم جموع الروم فلا ينفعنا الكلام ولا نقدر عليه، ولعلكم أن تندموا إن كان الأمر مخالفا لطلبتكم ورجائكم.»
21
فلم يبعث عمرو بجواب ما أتوا به، وحبس الرسل عنده يومين حتى يروا حال العرب؛ إذ أبيح لهم أن يسيروا في المعسكر العربي ويروا ما فيه.
ثم بعث عمرو برده مع الرسل وقال فيه: «ليس بيني وبينكم إلا إحدى خصال ثلاث: إما إن دخلتم في الإسلام فكنتم إخواننا، وكان لكم مالنا وإن أبيتم فأعطيتم الجزية عن يد وأنتم صاغرون، وإما إن جاهدناكم بالصبر والقتال، حتى يحكم الله بيننا وبينكم وهو خير الحاكمين.»
22
ففرح المقوقس (قيرس) لعودة الرسل سالمين، وسألهم عما شاهدوه في العرب فقالوا: «رأينا قوما الموت أحب إلى أحدهم من الحياة، والتواضع أحب إليهم من الرفعة، ليس لأحدهم في الدنيا رغبة ولا نهمة، وإنما جلوسهم على التراب، وأكلهم على ركبهم، وأميرهم كواحد منهم، ما يعرف رفيعهم من وضيعهم، ولا السيد فيهم من العبد، وإذا حضرت الصلاة لم يتخلف عنها منهم أحد، يغسلون أطرافهم بالماء، ويخشعون في صلاتهم.»
23
Shafi da ba'a sani ba