1
ومن أعماله الجميلة بناء السوق الموجود الآن، سمي سوق المنصورية باسمه ثم نسي الناس هذا الاسم فصاروا يطلقون عليه السوق. وقد رتب فيه الباعة حينما بناه فجعل كل أصحاب حرفة في جهة. وكان لهذا السوق في جهة الموقف قوس
2
كتب عليه المنصور نحتا بالحجارة ما معناه أنه أبطل المكوس والبدع من خراج السمن والعسل والقطن والعصفر والعفص وغير ذلك، ولعن من بدله أو غيره. ومن أثاراته: حمام السلطان الباقية للآن، وقد ظلت في يد الأيوبيين حتى ورثتها فاطمة خاتون بنت بدر الدين حسن، ثم انتقلت لورثتها
3
فبقيت في أيديهم حتى أحكرها محمد بن جهانشاه بن الأمير فرج
4
للعائلة الكيلانية قبيل الألف.
الملك المظفر محمود
ابن الملك المنصور محمد بن الملك المظفر تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب، كان ملكا على حماة، شهما شجاعا فطنا ذكيا، وكان يحب أهل الفضل والعلم، واستخدم الشيخ علم الدين قيصر تعاسيف العالم الفلكي المهندس الفاضل في العلوم الرياضية، فبنى للملك المذكور أبراجا فلكية وطاحونا على النهر العاصي بصورة هندسية عمل لها صورة أسد من حجر نافر، وحجز الماء بحواجز؛ ليعلم أصحاب جميع الأرحية من هذا الحجر سير أرحيتهم إذا طغى النهر، فمتى غمر هذا الحجر بالماء لا تبقى رحى دائرة، ومتى غيض الماء عنها علموا أن الأرحية مشت، وهي باقية إلى الآن تسمى الغزالة. وعمل له تعاسيف أيضا كرة من الخشب مدهونة رسم عليها جميع الكواكب المرصودة. قال القاضي جمال الدين بن واصل: وساعدت الشيخ علم الدين على عملها، وكان المظفر يحضر ويسألنا عن مواضع دقيقة فيها. فهو عالم بالنجوم أيضا، ولما توفي كان عمره ثلاثا وأربعين سنة كأبيه. قلت: وهو مدفون بجانب الجامع الأعلى من جهة الغرب وعلى قبره تابوت من الخشب.
Shafi da ba'a sani ba