أساسه. ولكن جميع المحاولات التي قام بها معاوية وولاته والأمويون وأتباعهم ، لم تغنهم شيئا ، فلقد بقي التشيع ، وبقيت آثار أهل البيت : ( كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ). وما ذلك إلا لأن قادة التشيع ، لم يكونوا في يوم من الأيام إلا صورة صادقة عن جدهم الرسول الأعظم ، في سيرتهم وإخلاصهم لمبادئ الإسلام وتعاليم القرآن ، وتفانيهم في سبيل الحق ومحاربة الباطل.
لقد بذل معاوية ، فيما بذله من الأموال الطائلة ، أربعمائة ألف درهم لسمرة ابن جندب ، أحد اتباعه ، ليروي إلى الناس ان قول الله سبحانه : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله )، يشير الى ابن ملجم ، لأنه سبق في علم الله انه سيقتل عليا ، وان قوله سبحانه : ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا (ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام) وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل )، يشير الى علي (ع). فروى سمرة ذلك وإشاعة بين الناس. ومع علمهم بكذبه ، ما استطاع أحد ان يجاهر بالخلاف ، خوفا من سيف معاوية المسلول على رقاب الأمنين. وجميع المسلمين يعرفون ويعلمون ان معاوية وأتباعه هم المعنيون في الآية الثانية ، وان عليا وأبناءه وشيعتهم الطيبون ، هم المعنيون بالآية الأولى. ولم يستطع ان يغير من الحق والواقع شيئا بكذبه وبهتانه وسيوفه المسلولة على الرقاب. وكان نصيبه الفشل والخسران ، في كل محاولاته التي بذلها للقضاء على التشيع وآثاره. وبقيت آثار أهل البيت حية خالدة ، ومعدنا خيرا ، يفيد الإنسانية في جميع ادوارها ومراحل حياتها. اما غيرهم فقد ذهب مع الزمن ، وأصبح مثالا للرذيلة والبغي والفحشاء.
Shafi 250