179

الفضائل والمناقب ، لذا فهو يشعر بأنه في أمس الحاجة لأبي هريرة وأمثاله ، ممن يخلقون الحديث في فضله والطعن على علي وتخذيل الناس عن حقه. ان هذا النوع من السلاح يغنيه عن جهاد العشرات ممن حملوا السلاح واقتحموا المعركة.

ان معاوية يتمنى ان يكون لديه العشرات من أمثال (شيخ المضيرة)، ليضعوا له من الأحاديث عن الرسول في الثناء عليه والطعن في علي (ع ) ومهما كان الثمن فهو سخي في بذله.

لهذه الأسباب كان الأمويون يقربون إليهم هذا الشيخ وأمثاله ، ويجزلون له العطاء. وكان هو يضع لهم من الحديث ما يريدون.

وروى عنه الخطيب أنه قال : ناول رسول الله (ص) معاوية سهما وقال له : خذ هذا السهم حتى تلقاني به في الجنة.

وروى عنه ابن عساكر وابن عدي والخطيب والبغدادي أنه قال : سمعت رسول الله يقول : ان الله ائتمن على وحيه ثلاثة : انا وجبريل ومعاوية (1).

ونظر يوما إلى عائشة بنت طلحة فقال : سبحان الله ، ما أحسن ما غذاك أهلك والله ما رأيت وجها أحسن منك إلا وجه معاوية على منبر رسول الله (2).

وروى الأعمش عنه ان أبا هريرة لما قدم مع معاوية العراق ، عام الجماعة ، جاء إلى مسجد الكوفة ، فلما رأى كثرة من استقبله من الناس ، جثا على ركبتيه ، ثم ضرب صلعته مرارا وقال : يا أهل العراق ،

Shafi 179