Tarihin Tunanin Larabawa
تاريخ الفكر العربي
Nau'ikan
وظل «الأورغانون» قاعدة التعاليم الإنسانية عندهم، ومشى جنبا لجنب مع علومهم الأصلية، كالنحو والفقه، والظاهر أن ذلك أمر طبيعي الوقوع في كفاءات العقل الإنساني، أمر طبيعي أن يأتلف المنطق وعلوم الكلام، فإن هذه الظاهرة إن كانت قد وجدت متسعا في العقل السامي في آسيا، فإن آثارها ظهرت في أوروبا لدى انتشار الفلسفة المدرسية في العالم اللاتيني، قبل أن يكون لزعماء هذه الفلسفة؛ أي احتكاك بالعرب، فكأن العقل اللاتيني والعقل التيوتوني الآريين، لم يعدوا القاعدة التي جرى عليها العقل السامي.
ظل منطق أرسطوطاليس علما ثابتا أصيلا في كل البلاد التي عرفته، وبين كل الأمم التي احتكت بالفلسفة اليونانية، رحبت به العقول أينما حل ولم تنفر منه الطبائع، لذلك نجد أن كل المناقشات الفلسفية واللاهوتية التي تقع عليها في كتب العرب ليست سوى مسائل مستمدة أصولها من الميتافيزيقا والبسيكولوجيا، ولهذا نجدها جميعا ذات آصرة متينة بالكتاب الثاني عشر من الميتافيزيقا، والكتاب الثالث من رسالة الروح
de Anima .
عرفنا قبل أن البسيكولوجيا لأرسطوطاليس لم تفسر عند العرب إلا بالاستعانة بما كتب فيها الإسكندر الأفروديسي من التعليقات، وبذلك اصطبغت بصبغة من الألوهية وما بعد الطبيعة «الغيبيات» أكملتها من بعد المدرسة «الأفلاطونية الجديدة»، وتعاليمها المستمدة من كتاب «إيثولوجيا» للشيخ أفلوطين الإسكندري على الأخص، وهو كتاب في القول بالألوهية نسب خطأ إلى أرسطوطاليس، وكان سببا في أن يعنت المعلم الثاني أبو نصر الفارابي نفسه في سبيل التوفيق بين أفلاطون وأرسطوطاليس، ولم تذع الفكرات الخاصة بالقول بالألوهية في «الأفلاطونية الجديدة» بين العرب إلا بعد أن ترجم كتاب «إيثولوجيا» المنسوب إلى أرسطوطاليس إلى العربية سنة 226ه/840م.
والحقيقة التي تثبت من البحوث الحديثة أن كتاب «إيثولوجيا» ليس سوى تلخيص لثلاثة الفصول الأخيرة من كتاب يسمى «إنياديس»
Enneads
أي «التاسوعات»
33
وضعه الفيلسوف أفلوطين الإسكندري
، فنقلها «ابن ناعمة»
Shafi da ba'a sani ba