Tarihin Tunanin Larabawa
تاريخ الفكر العربي
Nau'ikan
وإن صح أن «أخوديما» قد كتب في الإنسان باعتباره عالما صغيرا، حق لنا أن نكرر المثل القائل: «لا جديد تحت الشمس»؛ فإن الإنسان أو العالم الصغير
Microcosm
قد سد التفكير فيه فراغا كبيرا في عقل «هردر»
Herder
الفيلسوف الألماني في القرن التاسع عشر، كذلك انتشرت فكرات فلسفية، بل مذاهب حصرت همها في بحث الإنسان وعلاقته بهذا الكون الفسيح وطبيعيا وأدبيا، بل تعدت إلى النظر الغيبي.
كان مذهب «سبنسر» في النشوء، ومذهب «هردر» في «الميكزوكوزم»؛ أي العالم الصغير يرميان إلى إثبات وحدة الفكر، وإحداث ذلك التصور العميق الذي يسوق إلى الاعتقاد بأن الأشياء تحتفظ ببقائها، وأن الحوادث الكونية تقع خضوعا لعلاقة كائنة بينهما يمكن إدراكها، وأن وجهتي النظر الديني والعلمي في هذه الحياة يمكن التوفيق بينهما.
في القرن التاسع عشر حصرت طائفة من الكتاب همها في وصف العالم وصفا دقيقا، حتى إن مؤلفاتهم قد كونت في عقل «هردر» حالة تساءل معها - في وسط تلك الصورة التي صورت بها الطبيعة، وفي جوف التغيرات التي تنتاب هذا الكون الأكبر: أين يوجد الكون الأصغر؟
إن صور هذه الدنيا العظيمة إذ تتغلغل في أعماق سحيقة من الإدراك العام، إنما تلزمنا الرجوع إلى أنفسنا؛ لكي نعاود التساؤل كما تساءل «هردر»: «أية قيمة لحياة الإنسان والإنسانية، بما فيها من الخصائص الخالدة، وبما في تاريخها من أوجه التغاير في وسط هذه الطبيعة من مجموعها؟»
أما إذا أردنا أن نعرف إن كانت هذه الفكرة بذاتها هي التي قامت في رأس «أخوديما» في القرن السادس الميلادي، ثم عادت إلى التكون في عقل «هردر» في القرن التاسع عشر، والفاصل بينهما ثلاثة عشر قرنا من الزمان، فيغلب أن تكون محفوظات المتاحف الأوربية كفيلة بذلك. •••
من بين مؤلفي النساطرة الذين عاشوا خلال القرن السادس الميلادي «بولس الفارسي»
Shafi da ba'a sani ba