Tarihin Tunanin Larabawa
تاريخ الفكر العربي
Nau'ikan
بالخيل تلجم بالحديد وتنعل
لا تمس نار في الضمير فراشة
فضغائن الصدر الحريق المشعل
هو إذن ممن يقولون بالاختيار في أفعال الإنسان، وهو إذن يعتقد بأن الله لا يريد الشر وإن كان يعلمه، وأن فعل الشر على ذلك من اختيار الإنسان ومن نتاج شهواته وانفعالاته، بل ومن مخترعات عقله، فالله عندما خلق المعادن كان يعلم أن السيوف المهنده الباترة تصنع من صنف منها، ولكن من الذي سفك الدماء بها؟ سفكها بها رجال اعتصموا بظهور الخيل المطهمة وألجموها الحديد ليردوا جماحها ويسيروها حسب إرادتهم.
يعتقد أبو العلاء أن الله خير محض لن يأمر بفعل الشر؛ لأن الخير المحض لا يصدر عنه إلا خيرا محضا، فكيف يمكن أن يعتقد إنسان ينزه الله - سبحانه وتعالى - بأن تصدر منه إرادة شر ويكون في يقينه بأن الله خير محض مخلصا لنفسه ولضميره مرضيا لألفة عقله؟ الله يعلم الشر أنه شر، ولكنه لا يجعل ارتكابه على إنسان قدرا مقدورا كما يقولون، وإلا لتنافى مع بديهة العقل أن يستحق مرتكب الكبائر عقابا، أو فاعل الخير ثوابا؛ لأن الإنسان في تلك الحال لا يكون إلا آلة مسيرة حسب مشيئة الأقدار لا تستحق من مثوبة ولا عقوبة، بهذه الفكرة يقول أبو العلاء، وعليها يوافقه كثير من متنطسي الباحثين.
ولعله تتاح لنا فرصة أخرى نوفي فيها هذا البحث حقه، ونقارن بين فكرة أبي العلاء الفلسفية وبين فكرة عمر الخيام، فإن ذلك يظهرنا على شيء من طبيعة الفكر الإنساني وكيف تنتقل الفكرات من جيل إلى جيل متدرجة في أشكال من التغيير والتفاوت لا نهاية لتنوع صورها.
برقين 1926
القصد والغاية
في الطبيعة وما بعد الطبيعة
بربك أيها الفلك المدار
Shafi da ba'a sani ba