فكتبت إليه مراجعا قلت:
إيه أيها الرسول الكريم، وقص علي هذا النبأ العظيم، فقد أسكرني كلامه، وآلمنى عتابه وملامه، وطيب الأرجاء نشره، ولعب بالعقول سحره. وتمهل في حديثك عاتبا، فقد بلغ السيل الربى، وسامعك حليف سهاد، وأليف غرام يؤججه العباد، وقتيل شجون، لم تكن ولا تكون، وسمير أشواق، أحرقت فؤاده أي إحراق، وأسير ولوع، أضر بالضلوع، ونديم هوى، ما ضل فيه وما غوى، ومع ذلك:
إذا كان خصمي في الصبابة حاكمي
لمن أشتكيه أو لمن أتوجع
نعم يحق لصاحبك أن يعتب، ويسترسل في ذلك ويسهب، لما حصل من التقصير، الذي لم يكن مقصودا في الضمير، إلا أن الأيام تلهي بما يدهى، وتشغل بما ينكل، وتعوق عما يشوق، والود باق لا تغيره الأغيار، صاف صفاء العقار، وقد أبى الله إلا أن يكون له الفضل الكثير، وألا يقابل النظير بالنظير، فتدارك ذلك القصور بإحسانه المشهور.
فسر أيها الكتاب مستعطفا، وتمثل بين يديه متلطفا، واستمنحه عفوا لصاحب وده القديم، فإن سمح فبها وإلا فسلام على إبراهيم.
رمزي
وهذه صورة رسالة كتبتها إلى حضرة الأستاذ الفاضل الشيخ أحمد مفتاح، معاتبا إياه على انقطاع المراسلة.
صديقي الأغلى
مهلا أيها اليراع المقصر، ورويدا أيها الفكر المدبر، ولا تبادر باللوم أخا ودك المعلوم، لعل له عذرا وأنت تلوم، بعد أن عرفت من حذاقته، ما أوجب تأكيد صداقته، ومن نزاهته ما أبعد الملام عن وطيء ساحته، ومن خلاله ما جعلك تقر بكماله، ومن وفائه ما حتم مداومة إخائه، ومن جوده وإنعامه ما أطمعك في نفثات أقلامه، فهل هذا الذي اتصف بهاته الصفات، وانطوت تحت غلائله مع الشهرة تلك الكمالات، يضن بمنشآته، ويرخي للمطال عنان عناته، فلا يوافي جريدة صديقه بما تخطه يراعته مما تمليه براعته، ليحلي به جيدها العاطل، ويزهق ببرهانه الحق نفس الباطل.
Shafi da ba'a sani ba