Tarihin Ilmin Adabi
تاريخ علم الأدب: عند الإفرنج والعرب وفكتور هوكو
Nau'ikan
واعلم أن الحرية في هذا المقام لا ينبغي أن تصل إلى الفوضوية، وأن الخروج عن الأسلوب لا يقتضي أن يكون وسيلة لتجويز التخن والغلظ، فبقدر ما يتهور المؤلف في الخروج عن الأسلوب يلزم أن لا يكون في تأليفه لومة للائم؛ لأنه إذا أراد التفوق في حق واحد على غيره يجب أن يكون معه عشرة حقوق زائدة عليه، وبقدر ما يهمل علم البيان والمعاني يجب عليه أن يراعي علم النحو والصرف، ولا يجوز له خلع أرسطوطاليس البياني
31
إلا إذا أجلس مكانه فوجيلاس النحوي،
32
وتنبغي محبة «صناعة الشعر» التي ألفها بوالو لأجل إنشائها على الأقل إن لم يكن لأجل ما فيها من القواعد. فالكاتب الذي له أقل اهتمام بما يكتبه يجتهد دائما بأن يصفي منطقه بدون أن يمحو الصفة الخصوصية التي يفصح بها تعبيره عن شخصية فكره، فإدخال التعبيرات الجديدة في الكلام ما هو إلا دليل على عدم المقدرة. واللحن في الإعراب لا يأتي بمعنى جديد،
33
فالإنشاء مثل الزجاج كلما صفا تلألأ.
ربما أوضح مؤلف هذا الكتاب في غير هذا المحل كلما أشار إليه هنا، ولكنه قبل أن يختم كلامه يستميح القراء في بيان أن رأي التقليد (أي: رعاية الأسلوب) الذي وصى به المتقدمون باتباعه حفظا للطرق الأدبية، ظهر له دائما بأنه بلاء على صناعة الأدب، فهو لا يجوز للكتبة التقليد ولا لأساليب الطريقة الرومانية فضلا عن الطريقة المدرسية؛ لأن الذي ينسج على منوال شاعر من شعراء الطريقة الرومانية يصير بالضرورة مدرسيا ما دام أنه يقلد، فسواء عليك كنت صدى الشاعر الفرنساوي راسين، أم كنت انعكاسا لنور الشاعر الإنكليزي شكسبير، فما أنت أبدا إلا صدى وما أنت إلا انعكاس، ولو تيسر لك النسخ بالتمام على صورة شاعر من ذوي القريحة، تفوتك دائما غرابته
34
أي: قريحته، فلنعجب بأكابر الشعراء ولا نقلدهم، ولنعمل بطريقة أخرى فإن نجحنا فنعم؛ وإن سقطنا فما الأهمية؟
Shafi da ba'a sani ba