Tarihin Ilmin Adabi
تاريخ علم الأدب: عند الإفرنج والعرب وفكتور هوكو
Nau'ikan
عفيفا منذ عام ما شربت
على يد أي شيخ تبت قل لي
فقلت على يد الإفلاس تبت
توفي سنة 504 هجرية.
وترجم غير كتاب كليلة ودمنة من لغات الأعاجم أمثال لقمان الحكيم، ولطائف الوزراء ولطائف الملوك، وكثير من النصائح والمشورات السياسية والإدارية، وشيء من كتاب زرادشت وكتاب ماني؛ قال المسعودي في مروج الذهب: «وانتشر بأيدي الناس في ذاك الوقت كتاب أصله من بلاد العجم، واسمه ألف ليلة وليلة غير أن حكاياته لا تشبه حكايات الكتاب المعروف بهذا الاسم المتداول بيننا». واشتهر في الكتابة والإنشاء أيضا الجاحظ (165-255ه)، وهو أبو عثمان الكناني الليثي البصري، وله طريقة في الإنشاء يقال لها طريقة الجاحظ، كما أن له مذهبا في الفلسفة، وقيل لأتباعه: الجاحظية.
وله مؤلفات كثيرة في الأدب منها كتاب البيان والتبيين، وكتاب الأمصار، وكتاب الحيوان وقد اختصر المؤلف هذا الكتاب الأخير، ويوجد نسخة من المختصر في مكتبة أسكوريال بإسبانيا، وهي التي طبع فهرست كتبها المستشرق الأستاذ هارتويغ ديرنبورغ، ويوجد نسخة أصلية من كتاب الحيوان في مكتبة هامبورغ، وقد سلك مسلك الجاحظ وأخذ طريقته، ولم يقصر عنه أبو الفضل محمد بن العميد (توفي 360ه)، وكان مؤدبا لعضد الدولة، ومن أعظم وزراء آل بويه، وله رسائل كبيرة وأشعار، وكتاب «الخلق والخلق» لم ينقحه. وأثنى عليه الباقلاني فقال: إنه يأخذ في الرسالة الطويلة فيستوفيها على حدود مذهب الجاحظ، ويكملها على شروط صنعته ولا يقتصر على أن يأتي بالأسطر من نحو كلامه؛ كما ترى الجاحظ يفعله في كتبه متى ذكر من كلامه سطرا أتبعه من كلام الناس أوراقا؛ وإذا ذكر منه صفحة بنى عليه من قول غيره كتابا، وكان ابن عباد وزير فخر الدولة يصحب أبا الفضل بن العميد؛ ولذا قيل له: الصاحب بن عباد.
وممن اشتهر من الشعراء أبو تمام حبيب بن أوس الطائي (190-231ه) وهو ميال للتصنع والتكلف والتعويص في المعاني، وأحسن ما ألفه كتاب الحماسة، وهو مختار من كلام الشعراء المتقدمين ومطبوع، وله أيضا كتاب فحول الشعراء وكتاب الاختيارات. ومنهم أبو نواس (توفي 195ه)، وله سبك جيد وحلاوة ورقة. ومنهم ابن الرومي وابن المعتز وأشعرهم البحتري (204-284ه)، وفضله الباقلاني على جميع أهل عصره لبهجة كلامه، وبديع رونقه، وديباجة شعره، وكثرة مائه. وقال المعري: أبو تمام والمتنبي من الحكماء، وأما الشاعر فهو البحتري، قالوا: والبحتري يغير على أبي تمام إغارة ويأخذ منه صريحا وإشارة ويستأنس بالأخذ منه بخلاف ما يستأنس بالأخذ من غيره، وقد طبعت الموازنة بينهما في مطبعة الجوائب.
وكان الخلفاء، والرؤساء يشوقون شعراء الطبقة الإسلامية، ويجيزونهم بأعظم الجوائز كما يفعل في يومنا الإفرنج، ولو كان فعلهم مقيدا بالقواعد والنظامات، فإن الأكاديميات تحكم في كل سنة بتوزيع الجوائز النقدية التي تقرر صرفها نظارة المعارف، أو يتبرع بها أصحاب الخير ومحبو العلم من ذوي الثروة، فهذا الأمر شائع بينهم وله دائما ذكر في جرائدهم. وكان للخلفاء معرفة بفنون الأدب وتبصر بجيد الكلام ورديئه ويحفظون أشعارا كثيرة، ويعانون النظم والنثر لتقوى ملكتهم في اللغة حتى إذا رقوا منابر الخطابة، أو تكلموا في صدور المحافل تمكنوا من استمالة الناس إليهم، وألفوا بين قلوبهم كما يفعل ملوك الإفرنج في زماننا، ولا سيما خطيبهم الشهير إمبراطور ألمانيا، فإنه من أبلغ الخطباء في الملوك. وهكذا كان الخلفاء يستجلبون القلوب ببليغ الكلام لا بحد الحسام. وظهر في ذوي الرياسة فحول من الأدباء مثل ابن الخليفة العباسي المعتز بالله بن المتوكل، واشتهر بابن المعتز (247-296ه)، وتولى الخلافة يوما واحدا وقتل وهو أفضل شعراء بني هاشم. ومثل أبي فراس الحمداني ابن عم ناصر الدولة، وسيف الدولة من آل حمدان المنتسبين لبني تغلب من قبائل العرب، وامتدت حكومة آل حمدان في حلب والموصل نحو 60 سنة، ومن شعر أبي فراس الحمداني قوله:
نطقت بفضلي وامتدحت عشيرتي
وما أنا مداح وما أنا شاعر
Shafi da ba'a sani ba