Tarihin Ilmin Adabi
تاريخ علم الأدب: عند الإفرنج والعرب وفكتور هوكو
Nau'ikan
ادعي للمنهمك في اللذات والعاكف على القبلات إلى الصباح، ولمن يتخذ وقت الصلاة ليلهو بالرقص أو الجلوس على المائدة، ويشتغل بالفحشاء في الساعة التي تتلو النفس الزكية فيها دعاء المساء، وإذا فرغت من دعائها رجعت خائفة من أن الله لم يسمع رجاءها.
يا ولدي ادعي للعذارى المستورات، وللمحبوس في القلعة، وللعواهر اللواتي يبعن اسم الحب الغالي، وللعاقل الذي يستغرق في مطالعاته ويتفكر في الخلق، وللكافر الملعون الذي يطعن في الشريعة المقدسة - لأن الدعاء لا نهاية له؛ لأنك تؤمنين عن الذي يجحد والطفولية تقوم مقام الإيمان.
ادعي أيضا للذين هم راقدون تحت حجر القبر، يا لها من حفرة سوداء تفتح أمامنا في كل آن، جميع هذه النفوس الهالكة مفتقرة لمن يزيل عنها صداء الجسم
45
هل سكوتها دليل على أنها لا تتألم؟ يا أولادي لننظر تحت الأرض؛ لأن الشفقة على الأموات. •••
اركعي اركعي اركعي على الأرض؛ حيث وضع أبوك أباه، حيث وضعت أمك أمها، حيث يرقد كل من عاش عليها رقدة عميقة حفرة يمتزج فيها الغبار بالغبار، ويجد الإنسان تحت أبيه آباء، كاللج تحت اللج في بحر لا قعر له.
يا ولدي حينما تنامين تتبسمين، فيأتي الطيف وهو فرح في الظلام الذي غطست فيه، فيجفل من نفختك ثم يعود إليك أيضا، وفي النهاية تفتحين عينيك الإلهيتين اللتين أحبهما، في الوقت الذي يفتح فيه الفجر على الأفق جفنه، وله أهداب ذهبية فإن الفجر عين إلهية أيضا.
ولكن الأموات لو تعلمين أي نوم ينامون! فراشهم باردة وثقيلة على عظامهم؛ ولذا شنعتهم، والملائكة لا يسبحون وهم مجتمعون حولهم وطيف الخيال يثقل عليهم بجميع ما جنته أيديهم، ليلهم ليس فجر، والندامة تنقلب دودا في القبر وتفتت قلوبهم.
يمكنك بكلمة يمكنك بقول أن تجعلي ندامتهم تتخذ لها جناحا وتطير، وأن تبعثي بحرارة لطيفة تلذذ عظامهم، وأن تجعلي الشعاع يصيب أيضا أجفانهم الغامضة، وأن توصلي لهم خبرا من النور والحياة، وشيئا من الرياح والأحراج والمياه.
قولي لي حينما تذهبين وأنت طفلة متفكرة تدورين على شاطئ البحر المتلاطم، أو تحت الشجر الذي يملأ القلب مهابة بظله، وبتضارب الرياح عليه، ألا تسمعين صوتا يقول لك: يا بني حينما تدعين ألا تدعين لي؟
Shafi da ba'a sani ba