«راميتن» «3»: ذات حصن كبير وهى قرية محكمة أقدم من مدينة بخارى، وقد سميت هذه القرية فى بعض الكتب بخارى، وهى مقام الملوك من قديم الزمان، وبعد أن أصبحت بخارى مدينة كان الملوك يشتون فى هذه القرية وظلت كذلك فى الإسلام. وحين وصل أبو مسلم رحمه الله إلى بخارى أقام بهذه القرية، وقد بناها أفراسياب «4»، وكان أفراسياب لا يقيم بمكان آخر غير هذه القرية حين كان يأتى إلى هذه الولاية. وقد ذكر فى كتب الفرس أنه عاش ألفى سنة، وكان رجلا ساحرا من أبناء الملك نوح، وقد قتل صهره سياوش «5»، وكان لسياوش ابن يسمى قبر تيمور (قبر أمير) بمدينة سمرقند كيخسرو وقد قدم هذه الولاية فى عسكر عظيم طلبا لثأر والده، وقد أحاط أفراسياب قرية راميتن هذه بسور ورابط كيخسرو بعسكره حول هذا السور سنتين وبنى إزاءها قرية وسمى تلك القرية «رامش» «1» وسميت رامش لطيبها. وما تزال هذه القرية حتى الآن معمورة. وبنى فى قرية رامش بيت نار يقول المجوس إنه أقدم من بيت نار بخارى. وقد قبض كيخسرو بعد عامين على أفراسياب وقتله.
وقبر أفراسياب فى مدخل مدينة بخارى بباب المعبد فوق ذلك التل الكبير المتصل بتل السيد الإمام أبى حفص الكبير رحمه الله. ولأهل بخارى فى مقتل سياوش أغان عجيبة ويسميها المطربون ثأرسياوش «2». ويقول محمد بن جعفر إنه مضت ثلاثة آلاف سنة من هذا التاريخ. والله أعلم.
«ورخشه» «3»: من جملة القرى الكبيرة، وكانت مثل بخارى وأقدم منها وقد كتب فى بعض النسخ «رجفندون» بدل «ورخشه» وكانت مقر الملوك وذات سور محكم، وقد حاصرها الملوك مرات، وكان لها ربض مثل ربض مدينة بخارى، ولرجفندون أو ورخشة اثنا عشر جدولا هى فى داخل سور بخارى وكان بها قصر عامر يضرب به المثل فى حسنه وقد بناه بخار خداة «4»، وقد مضى على بناء ذلك القصر أكثر من ألف سنة وكان قد تخرب وتعطل سنين طويلة ثم عمره «خنك خداة» ثم تخرب، ثم عمره بنيات بن طغشادة بخار خداة فى الإسلام وجعله مقرا له حتى قتل فيه.
وقد دعى الأمير إسماعيل السامانى رحمه الله تعالى أهالى تلك القرية وقال لهم:
Shafi 35