الفصل الأول
في ابتداء بناء بيت المقدس والمسجد الأقصى
روى البخاري ﵀ ورضي عنه في صحيحه عن أبي ذر ﵁ أنه قال: قلت يا رسول الله: أي مسجد وضع في الأرض أول. قال:) المسجد الحرام (قال: قلت: ثم أي؟ قال:) المسجد الأقصى (قلت: كم كان بينهما؟ قال:
1 / 35
) أربعين سنة ثم أينما أدركتك الصلاة فصل، فإن الفضل فيه (. هكذا نقلته من البخاري.
روى الحافظ في كتابه المستقصى بسند من أبي ذر ﵁ قال: قلت يا رسول الله: أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال:) المسجد الحرام (قلت: ثم أي؟ قال:) المسجد الأقصى (قلت: كم كان بينهما؟ قال:) أربعين سنة (ثم قال: زاد الفرا:) أينما أدركتك الصلاة فصل فهو مسجد (. ثم قال: هذا حديث صحيح أخرجاه في الصحيحين وأخرجه النسائي والقزويني نقلته من باب: أي مسجد وضع في الأرض أول من باب: فضائل بيت المقدس يروى بعد ذلك باب بني بيت المقدس على أساس قديم قال: والأساس الذي أسسه سام بن نوح ﵉ ثم بناه داود
1 / 36
وسليمان ﵉ على ذلك الأساس قلت: وقد يقال ينبغي أن يكون الذي أسسه سام ﵇ على بناء القبلة الحديث المقدم فإنه روي عن الأزرقي عن مجاهد ﵄ قال:) لقد خلق الله الأرض بألفي عام، وإن قواعده في الأرض السابعة السفلى (ثم روى عن علي بن الحسين ﵄ أن البيت الحرام من بناء الملائكة ﵈.
ثم روى عن ابن عباس ﵁ أن آدم ﵇ أول من أسس وصلى فيه وطاف به ثم درس موضع البيت من الطوفان حتى بعث الله إبراهيم وإسماعيل فرفعا قواعده، وإذا كان الأمر كذلك وكان بينه وبين المسجد الأقصى أربعون سنة، كان ابتداء المسجد الأقصى قبل سام ﵇، فإنه قال في كتاب المغني في غريب المهذب أنه كان بين آدم ونوح ﵉ ألف ومائة سنة ونبه الإمام الخطابي في كتاب الأعلام له على أن من بني المسجد بعض أولياء الله تعالى قبل داود وسليمان ﵉ ثم بناء داود وسليمان وزادا قبة ووسعاه فأضيفا بناؤه إليهما والله تعالى أعلم.
1 / 37
الفصل الثاني
في ابتداء شد الرحال إلى بيت المقدس
وفضل ابنائه وأسراجه ومن أين يدخل بيت المقدس ومن أين يدخل مسجدها وفضل إتيان بيت لحم والصلاة فيه عن ميمونة ﵂ قالت: قلت يا رسول الله: أفتنا في بيت المقدس. قال:) أرض المنشر والمحشر إئتوه فصلوا فيه فإن صلاة فيه كألف صلاة (، قالت: أرأيت إن لم نطق نتحمل إليه ونأتيه قال:) فليهد إليه زيتا يسرج في قناديله فأنه من يهدي إليه، كان لمن صلى فيه (أخرجه القزويني من باب إسراج بيت المقدس.
وعن كعب ﵁: لما فرغ سليمان من بناء بيت المقدس وضع القربان في رحبة المسجد ثم قام على الصخرة ثم قال بعد ثناء وحمد: اللهم إني أسألك لمن دخل هذا المسجد خمس خصال: أن لا يدخل إليه مذنب لم يتعمده إلا لطلب التوبة أن تتقبل منه وتتوب عليه وتغفر له ولا يدخل إليه خايف لم يتعمده إلا لطلب
1 / 39
الاستشقاء أن تشقى له وأن لا تعرف بصرك عمن دخله حتى يخرج منه اللهم أن أجيب دعوتي وأعطيتني مسألتي فاجعل علامة ذلك أن تقبل قربانة فنزلت نار من السماء فاحتملت القربان فصعدت به إلى السماء) نقلته من أخر باب بناء سليمان بيت المقدس (.
وعن عبد الله بن عمر ﵄ قال: قال رسول الله) صلي الله عليه وسلم (:) لما بنى سليمان بيت المقدس سأل ربه ثلاثا فأعطاه اثنتان وأنا أرجو أن يكون قد أعطاه سأله حكما يوافق حكمه وسأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه ذلك وسأله أن لا يأتي أحد هذا البيت يصلي فيه لرجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه وأنا أرجو أن يكون قد أعطاه ذلك (. وعنه أيضًا أنه قال:) أن سليمان ﵇ لما فرغ من بناء بيت المقدس قرب قربانا فتقبل منه ودعا الله دعوات منهن، قال: اللهم أنما عبد مؤمن بك زارك في هذا البيت نايبا إليك، أنما جاء يتنصل من ذنوبه وخطاياه أن تتقبل منه وتنزله من خطاياه كيوم ولدته أمه (. وفي رواية:) تنزعه من خطاياه (.
وعن عبد الله بن عمر ﵄ عن النبي) ﷺ (:) لما فرغ سليمان من بناء بيت المقدس سأل الله ﷿ ثلاث خصال حكما توافق حكمه وملكا لا ينبغي لأحد من بعده ولا يأتي أحد هذا البيت لا ينتهين إلا الصلاة فيه تخرجه من ذنوبه كيوم ولدته أمه (. فقال النبي ﷺ:) أما الثنتان فقد أعطيهما، وأما الثالثة فأرجو أن يكون قد أعطيها (، فقال: دعا نبي وجاءني وتوفي، رواية أيضا عن رسول الله ﷺ:) أن سليمان
1 / 40
ابن داود ﵉ لما فرغ من بناء بيت المقدس سأل الله ﷿ حكما حكمه وملكا لا ينبغي لأحد من بعده ولا يأتي هذا أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه. فقال رسول الله ﷺ: أما اثنتان فقد أعطيهما وأنا أرجو أن يكون قد أعطى الثالثة () رواه النسائي وابن ماجه (. وعن أبي العوام ﵁ أنه قال: لما فرغ نبي الله سليمان من بناء بيت المقدس ذبح ثلاثة آلاف بقرة وسبعة آلاف شاة ثم قال: اللهم من أتاه من ذي ذنب فاغفر له ذنبه أو ذي ضر فاكشف ضره قال: فلا يأتيه أحدًا إلا أصاب من دعوة سليمان خيرًا كثيرًا) نقلته من باب دعاء سليمان ﵇ لما فرغ من بناء المقدس (إنتهى.
عن شداد بن أوس وضي الله عنه قال: قلنا يا رسول الله: كيف أسرى بك؟ قال:) صليت بأصحابي صلاة الغمة بمكة معتما فأتاني جبريل ﵇ بدابة فوق الحمار ودون البغل، فقال اركب فاستصحبني على فقادها بأذنها وحملني عليها ثم انطلقت تهوي، يقع حافرها حيث أدرك طوقها حتى بلغنا ارضا ذات نخل فانزلني، فقال: صل فصليت ثم ركبنا، فقال: أتدري أين صليت؟ قلت:
1 / 41
لا أعلم. قال: صليت بيثرب صليت بطيبة. قال: فانطلقت تهوي يقع حافرها حيث أدرك طرفها، ثم بلغنا أرضا فقال: أنزل فصلى فنزلت ثم قال: فصلى فصليت، ثم قال: أتدري أين صليت، قلت: الله أعلم. قال: صليت بمدين صليت عند شجرة موسى ﵇، ثم انطلقت تهوى بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها ثم بلغنا أرضا بدت لنا قصورها فقال: أنزلت فنزلت فقال: صلى فصليت ثم ركبنا فقال: أتدري أين صليت. قلت: الله أعلم. قال: صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى المسيح ابن مريم ﵊ ثم انطلق بي حتى دخلنا المدينة من بابها اليماني فأنا قبلة المسجد فربط دابته فيه ثم دخلنا المسجد من باب فيه تمثيل الشمس والقمر فصليت في المسجد حيث شاء الله تعالى وأخذ مني العطش أشد ما اخذني فأوتيت بأناءين في أحدهما لبن وفي الآخر خمر أرسل إلى بهما جميعا فعدلت بينهما، ثم هداني الله ﷿ فأخذت اللبن فشربت منه حتى عرفت به جيئتي وبين يدي شيخ شكى على مثران له، فقال: أخذ صاحبك الفطرة ليهدي ثم انطلق بي حتى أتينا الوادي فيه المدينة، فإذا جهنم تنكشف عن مثل الروابي (.
قال: قلت يا رسول الله كيف؟ قال: مثل الحمة السخنة ثم انصرف بي فمررنا بعير لقريش بمكان كذا قد أحلوا بعيرًا لهم قد جمعه فلان فسلمت عليهم، فقال بعضهم هذا صوت محمد ﷺ ثم أتيت أصحابي، قبلة الصبح، فأتاني أبو بكر. فقال: أين كنت الليلة فقد التمستك في مضانك فقال: أعلم أني أتيت المقدس الليلة فقال يا
1 / 42
رسول الله: أنه سبين، فصفه لي قال ففتح لي صراط كأني انظر إليه لا تسألني عن شيء إلا ابنائه به. قال أبو بكر ﵁: أشهد أنك رسول الله. فقال المشركون: انظروا إلى ابن أبي كبشة يزعم أنه ذهب إلى بيت المقدس الليلة قال: فقال إني سرابه ما أقول لكم أني مررت بعير لكم في مكان كذا وكذا وقد اضلوا بعيرًا فجمعه فلان وإن مسيرهم بكذا ثم كذا ولاقوكم بكذا يقدمهم جمل أدم عليه مسخ أسود وغدارتان سوداوتان، فلما كان ذلك اليوم أشرف الناس ينتظرون حتى كان قريب من نصف النهار أقبلت العير يقدمهم ذلك الجمل الذي وصفه رسول الله ﷺ. كذا رأيته في رواية البيهقي ثم عقبه هذا الإسناد صحيح ورأيت هذا الحديث في كتاب فضل الخيل منقولا عن رواية الطبري وغيره وفيه بدابة بيضاء من غير شك وفيه أولا حتى بلغنا أرضًا ذات نخل فقال: أنزلت فنزلت ثم قال صلى فصليت ثم فيه بعد قوله: إدرك طرفها حتى بلغنا أرضا بيضاء فقال: أنزل فنزلت ثم قال: صلى فصليت وفيه: ثم مررنا بأرض بدت لنا قصورها فقال: أنزل ونزلت به، قال: صلى فصليت ثم ركبنا فقال: أتدري أين صليت، قلت: الله أعلم، قال: صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى ابن مريم ﵇.
1 / 43
الفصل الثالث
في فضل الصلاة في بيت المقدس
وفضل الحج والصلاة في مسجد المدينة والمسجد الأقصى في عام واحد روي عن عبد الله بن عمر ﵄ أنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:) الصلاة في بيت المقدس خير من ألف صلاة فيما حواله إلا في المسجد الحرام ومسجدي هذا (.
عن أبي الدرادء ﵁ عن النبي ﷺ قال:) الصلاة في المسجد الحرام تفضل على غيره بمائة ألف صلاة وفي مسجدي ألف صلاة وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة (.
وفي حديث آخر عن أبي المهاجر ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ:) من صلى في بيت المقدس غفرت ذنوبه كلها (.
وعن أنس بن مالك ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ:) صلاة الرجل في بيته بصلاة وصلوته في مسجد القبائل بخمس وعشرين صلاة وصلوته في المسجد الذي يجمع فيه بخمسمائة صلاة وصلوته في المسجد الأقصى بخمسين ألف صلاة وصلوته في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة (.
1 / 45
وعنه أيضا قال: قال رسول الله ﷺ:) من صلى في بيت المقدس خمس صلوات نافلة كل صلاة أربع ركعات يقرأ في الخمس صلوات بعد فاتحة الكتاب عشرة الف مرة) قل هو الله أحد (فقد اشترى نفسه من الله ﵎ وليس للنار عليه سلطان (.
وفي رواية عن ابن عباس ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ:) صلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة والصلاة في مسجدي بألف صلاة والصلاة في المسجد الأقصى بعشرين ألف صلاة (.
وعن أبي إمامة الباهلي ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ:) من حج واعتمر وصلى في بيت المقدس جاهزون ابط فقد استكمل جميع سنتي (.
وعن مكحول ﵁ قال:) من خرج إلى بيت المقدس لغير حاجة إلى الصلاة فيصلي فيه خمس صلوات صبحا وظهرًا وعصرًا ومغربًا وعشاءً ثم يصلي الغداة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه (.
وعن مكحول أيضا ﵁ قال:) من زار بيت المقدس شوقا إليه دخل الجنة مدللا ورفادة جميع الأنبياء في الجنة وهبطوه بمنزلته عند الله ﷿ وإنما رفقة خرجوا يريدون بيت المقدس شيعهم عشرة آلاف ملك يستغفرون لهم ويصلون عليهم ولهم بكل يوم يقيمون فيه صلاة بسبعين ملك، ومن دخل بيت
1 / 46
المقدس طاهرا من الكبائر تلقاه بمائة رحمة ما بها رحمة إلا لو قسمت على جميع الخلائق لوسعتهم، ومن صلى في بيت المقدس ركعتين خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وكان له بكل شعره في جسده حسنة، ومن صلى في بيت المقدس أربع ركعات مر على الصراط كالبرق الخاطف وأعطى أمانا من الفزع الأكبر يوم القيامة، ومن صلى في بيت المقدس ست ركعات أعطى مائة دعوة مستجابة أدناها براءة من النار ووجبت له الجنة، ومن صلى في بيت المقدس ثمان ركعات كان رفيق إبراهيم الخليل ﷺ ومن استغفر للمؤمنين والمؤمنات في بيت المقدس ثلاث مرات كان له مثل حسناتهم ودخل على كل مؤمن ومؤمنة سبعون مغفرة ذنوبهم كلها (.
وعن محمد بن أبي شعيب قال: قلت لعثمان بن عطاء الخراساني ما يقول في بيت المقدس؟ قال: أنه فضل فيه فإن داود أسسه وسليمان ﵉ بنائه مخلطة بالذهب لبنه ذهب ولبنه فضة، وليس فيها شبرًا إلا وقد سجد له ملك أو نبي فلعل أن تنال جبهته جبهة ملك أو نبي.
وعن سفيان الثوري أنه سأله رجل بمكة فقال: يا أبا عبد الله ما تقول في الصلاة في هذه البلدة؟ قال: بمائة ألف صلاة. قال: ففي مسجد رسول الله ﷺ؟ قال: بخمسين ألف صلاة،
1 / 47
قال: ففي بيت المقدس؟ قال: بأربعين ألف صلاة، قال: ففي دمشق؟ قال: بثلاثين ألف صلاة.
وعن ابن عباس ﵁ قال: من حج وصلى في المدينة والمسجد الأقصى في عام واحد خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.
1 / 48
الفصل الرابع
في فضل الإحرام من بيت المقدس
والآثار فيه
عن أم سلمة ﵂ قالت: قال رسول الله ﷺ:) من أهل بحجة أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ووجبت له الجنة (. وفي رواية عنها قالت: قال رسول الله ﷺ:) من أحرم من بيت المقدس بحج أو عمرة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه (. وفي رواية:) غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تاخر () رواه ابو داود والقزويني (.
وعن أم حكيم: من أهل بعمرة من بيت المقدس عدلت عشر غزوات مع رسول الله ﷺ.
وعن جابر بن عبد الله ﵁ أن رجلا قال: يا رسول
1 / 49
الله: أي الخلق دخولا الجنة؟ قال:) الأنبياء (قال يا نبي الله: ثم من؟ قال:) مؤذنوا المسجد الحرام (. قال: يا نبي الله: ثم من؟ قال:) مؤذنوا مسجدي هذا (. قال يا رسول الله: ثم من؟ قال:) سائر المؤذنون على قدر أعمالهم (.
1 / 50
الفصل الخامس
في فضل الصدقة والصيام في بيت المقدس
وشهور الموسم
عن الحسن البصري قال: من تصدق في بيت المقدس بدرهم كان فداؤه من النار ومن تصدق برغيف كان كمن تصدق بجبال الأرض ذهبا. وعن مقاتل قال: من صام يوما في بيت المقدس كان له براءة من النار. وقال السدي ﵀: إلياس والخضر يصومان شهر رمضان في بيت المقدس ويوافيان الموسم كل عام.
1 / 51
الفصل السادس
في ذكر الصخرة وأنها من الجنة
عن رافع أن عمر المزني ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:) الصخرة من الجنة (.
وعن على بن أبي طالب ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:) سيد البقاع بيت المقدس (.
وعن ابن عباس ﵁ قال: صخرة بيت المقدس من صخور الجنة. وعن كعب أن الكعبة بازًا عنه البيت المعمور في السماء السابعة الذي تحجه الملائكة لو وقعت منه أحجار وقعت على الكعبة وأن الجنة من السماء السابعة بازا بيت المقدس لو وقع مهنا حجر لوقع على الصخرة.
وعن دهب قال: يقول الله تعالى: (الصخرة بيت المقدس فيك جنتي وناري وفيك جزائي وعقابي فطوبى عن زارك) .
وعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله ﷺ:) صخرة بيت المقدس على نخلة، والنخلة على نهر من أنهار الجنة، وتحت النخلة آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران ينظمان سموطا لأهل الجنة إلى يوم القيامة (.
1 / 53
وعن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ:) الأنهار كلها والرياح من تحت صخرة بيت المقدس (.
وعن أبي بن كعب أنه قال: ما من ماء عذب إلا يخرج من تحت صخرة بيت المقدس. وعن نوفل البكالي قال: يخرج من تحت صخرة بيت المقدس أربعة أنهار من الجنة: سيحان وجيحان والنيل والفرات.
وعن أبي بن كعب قال: يقول الله تعالى لصخرة بيت المقدس: أتتي عرشي الأولى ومت تحتك بسط الأرض ومن تحتك جعلت عذب الماء يطلع إلى رؤوس الجبال.
وعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ لما أسرى به إلى بيت المقدس:) أتاني جبريل ﵇ إلى الصخرة فصليت ثم عرج بي إلى السماء (.
وعن أبي إدريس الخولاني قال: يحول الله تعالى صخرة بيت المقدس مرجانة كعرض السماء والأرض ثم يضع عليه عرشه ويضع الميزان ويقضي بين عباده ويصيرون منها إلى الجنة.
وعن البحتري القاضي قال: تكره الصلاة في سبعة مواطن على ظهر الكعبة وعلى الصخرة وعلى طور سيناء وعلى الصفا والمروة وعلى
1 / 54
الحمرة وعلى جبل عرفات.
وعن أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي في قوله تعالى: (ثُم إذا دعاكُم دَعَوة مِن الأرضِ إذا أنتُم تخرُجُون) بدعوة إسرافيل من صخرة بيت المقدس حين ينفخ في الصور بأمر الله للبعث وبعد الموت.
وعن أبي سعيد الخدري ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ:) صليت ليلة أسرى بي إلى بيت المقدس غربي الصخرة (.
وعن عبد الله بن سلام قال: من صلى في بيت المقدس ألف ركعة عن يمين الصخرة وعن يسارها دخل الجنة قبل موته) يعني يراها في منامه (. وعن الحوشي قال: إذا دخلتم الصخرة يصنعوها عن أيمانكم. وعن كعب قال: من أتى بيت المقدس فصلى فيه عن يمين الصخرة وشمالها ودعا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وإن سأل الله تعالى الشهادة أعطاه إياها.
وقال المشرق بن المرجا: يستجب لمن دخل الصخرة أن يجعلها
1 / 55
عن يمينه حتى يكون بخلاف الطواف حول البيت، ويضع يده ولا يقبلها ثم يدعو وأن أحب أن ينزل إلى تحت الصخرة فليفعل ولكن يجتهد في الدعاء ويقدم النبية وبيوت إلى الله تعالى ويكون ذلك تحت الصخرة، فإن الدعاء في ذلك الموضع مستجاب إن شاء الله تعالى.
وعن زيد بن أسلم: أن مفتاح صخرة بيت المقدس كان عند سليمان بن داود ﵉ لا يأمن علي أحد فقام ذات يوم ليفتحها فعسر عليه، فاستعان بالجن فعسر عليهم فاستعان بالأنس فعسر عليهم فجلس كئيبا حزينا يظن أن ربه قد منه فهو، كذلك إذ أقبل شيخ يتوكأ على عصا له وقد طعن في السن، وكان من جلساء داود ﵇ فقال: يا نبي الله إني أراك حزينا، فقال: قمت إلى هذا الباب لافتحه فعسر على، فاستعنت عليه بالإنس فلم يفتح ثم استعنت بالجن فلم يفتح فقال لشيخ: ألا أعلمك كلمات كان أبوك داود يقولهن عند كل كرب فيكشف الله تعالى ذلك عنه قال: بلى قال: قل اللهم بنورك اهتديت وبفضلك استغيث وبك أصبحت، وأمسحت ذنوبي بين يديك، استغفرك وأتوب إليك يا حنان يا منان. فلما قالها
1 / 56
انفتح له الباب. قال ابو المعالي: فيستحب له أن يدعو إذا دخل بهذا الدعاء من باب الصخرة، وكذلك من باب المسجد.
1 / 57