مقدمة
...
كتاب تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين للإمام أبي حفص عمر بن أحمد شاهين المتوفى سنة ٣٨٥هـ
دراسة والتحقيق الدكتور عبد الرحيم محمد أحمد القشقري الأستاذ المساعد بكلية الحديث الشريف
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونستهديه. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضلل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأصلي وأسلم على نبي الهدى والرحمة. وبعد:
فإن هذا الكتاب الذي بين أيدينا من الكتب التي أشار إليها النقاد منذ زمن بعيد، ولقد بذ مؤلف ﵀ جهدًا في نقل أقوال الأئمة أمثال الإمام أحمد بن حنبل وابن معين والقطان وغيرهم من أئمة النقد في ذلك العصر. وسار فيه على المنهج الذي انتهجه في كتابه الثقات من غير تعقيب،لأنه بين في مقدمته أنه يذكر كل راوٍ ضعفه النقاد.
وقد تبين لي أثناء العمل فيه أنه يذكر بعض الرواة الذين تقدم ذكرهم في الثقات لمجرد قول ناقد فيه. ولعل المؤلف ﵀ تنبه لهذا الأمر فألف كتابه القيم «ذكر من اختلف فيه» حيث وضع أولئك الرواة في ميزان النقد. وضعف من يستحق التضعيف ووثق من يستحق التوثيق بأدلة علمية قاطعة.
وقد رأيت إتمامًا للفائدة تحقيق الجزء الذي وقفت عليه من كتاب المشار إليه وسينتشر قريبًا بإذن الله.
وفي الختام أود أشكر جميع من شجعني على إحياء هذا التراث المبارك. واعتذر عما وقع من السهو والنسيان.
وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه د. عبد الرحيم أحمد القشقري
بالمدينة النبوية بتاريخ ١٥-٦-١٤٠٧هـ
1 / 5
علم الجرح والتعديل
ونعني به الكلام على أحوال الرواة من حيث العدالة والضبط وعدمه لنتمكن من معرفة مدى صحة رواياتهم التي وصلت إلينا أو ضعفها، وهو فن من الفنون التي اختصت بها الأمة الإسلامية دون غيرها من الأمم.
وبمعرفة هذا الفن قواعده. تمكن سلفنا الصالح من الحفاظ على سنة المصطفى ﷺ وبقائها صافيا من تحريف المبطلين وكيد المنافقين.
ولم يكن الدافع لدراسة أحوال الرواة هوى في النفس للطعن في الناس أو محاباة لأحد وإن كان ذلك الواحد قريبًا عزيزًا بل للإنصاف وإحقاق الحق.
وقد سئل الإمام الناقد علي بن المديني عن أبيه. فقال سلوا غيري، فأعادوا فأطرق، ثم رفع رأسه فقال: هو الدين، أبي ضعيف١. ويقول شعبة الحجاج: ولو حابيت أحدًا حابيت هشام بن حسان كان ختني. ولكن لم يكن يحفظ٢.
نفهم مما تقدم ذكره أن الجرح والتعديل إنما كان لحماية الدين والمحافظة على نقاء الشريعة؛ لأنه أقوى من روابط النسب والمادة.
وقد اختار النقاد عبارات مهذبة تنال من حفظ الرواة وعدالتهم دون الإشارة إلى أي صفة أخرى ليس لها تعلق بمجال الضبط والعدالة لأن البحث في غير ذلك المجال من الغيبة التي نهينا عنها.
_________
١ فتح المغيث ٣/٣٢٢.
٢ الكامل ١/٨١ وهناك أمثلة أخرى أوردها السخاوي في فتح المغيث ٣/٣٢٢
1 / 7
ومن دراسة القدامى لأقوال من سبقهم من الأئمة استطاعوا تصنيف النقاد إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول:
متعنت في التوثيق متثبت في التعديل يغمز الراوي بالغلطتين والثلاث فهذا إذا وثق شخصًا فعض على قوله بنواجذك وتمسك بتوثيقه، وإذا ضعف رجلًا فانظر هل وافقه غيره على تضعيفه. فان وافقه ولم يوثق ذلك الرجل أحد من الحذاق فهو ضعيف، وإن وثقه أحد فهذا هو الذي قالوا فيه: لا يقبل فيه الجرح إلا مفسرًا؛ يعني لا يكفي فيه قول ابن معين مثلًا: هو ضعيف ولم يبين سبب ضعفه، ثم يجيء البخاري وغيره يوثقه. ومثال هذا يختلف في تصحيح حديثه وتضعيفه.
القسم الثاني:
متسامح كالترمذي والحاكم وابن حزم.
القسم الثالث:
معتدل كالإمام أحمد والدارقطني وابن عدي١.
«تاريخ ظهور هذا الفن» .
لقد ظهر علم الجرح والتعديل في عهد مبكر جدًا. يعود إلى عهد الصحابة رضوان الله تعالى عليهم كما ذكر ذلك الحافظ الذهبي حيث قال:
"وتكلم في الرجال جماعة من الصحابة"٢ ثم من التابعين كالشعبي وابن سيرين. ولكنه في التابعين بقلة لقلة الضعف في متبوعهم إذ أكثرهم صحابة عدول، وغير الصحابة من المتبوعين أكثرهم ثقات ولا يكاد يوجد في القرن الأول
_________
١ فتح المغيث ٣/٣٢٥ بتصرف.
٢ لا يعني هذا أن الصحابة كانوا يطعنون في عدالة بعضهم وإنما يعني إنهم تكلموا بعضهم من قبل ضبطهم وإتقانهم كما فعلت عائشة ﵂.
1 / 8
الذي انقرض من الصحابة وكبار التابعين ضعيف إلا الواحد بعد الواحد. كالحارث الأعور والمختار الكذاب، فلما مضى القرن الأول ودخل الثاني كان في أوائله من أوساط التابعين جماعة من الضعفاء الذين ضعفوا غالبًا من قبل تحملهم وضبطهم للحديث، فتراهم يرفعون الموقوف ويرسلون كثيرًا، ولهم غلط. كأبي هارون العبدي. فلما كان عند آخر عصر التابعين وهو حدود الخمسين ومائة تكلم في التوثيق والتضعيف طائفة من الأئمة.
فقال أبو حنيفة: ما رأيت أكذب من جابر الجعفي.
وضعف الأعمش جماعة ووثق آخرين.
ونظر في الرجال شعبة وكان متثبتًا لا يكاد يروي إلا عن ثقة وكذا كان مالك١.
وممن إذا قال في هذا العصر قبل قوله: معمر، وهشام الدستوائي، والأوزاعي، والثوري، وابن ماجشون، وحماد بن سلمة، والليث وغيرهم.
ثم طبقة أخرى بعد هؤلاء. كابن المبارك، وهشيم، وأبي اسحاق، الفزاري، والمعافي بن عمران الموصلي، وبشير بن مفضل، وابن عيين وغيرهم.
ثم طبقة أخرى في زمانهم كابن علية، وابن وهب، ووكيع.
ثم انتدب في زمانهم أيضًا لنقد الرجال الحافظان الحجتان يحيي بن سعيد القطان وابن مهدي. فمن جرحا لا يكاد ينمدل جرحه. ومن وثقاه فهو المقبول ومن اختلفا فيه – وذلك – اجتهاد في أمره.
ثم كان بعدهم ممن إذا قال سمع منه. إمامنا الشافعي، ويزيد بن هارون، وأبو داود الطيالسي، وعبد الرزاق،. والفريابي، وأبو عاصم النبيل، وبعدهم طبقة أخرى كالحميدي، والقعنبي، وأبي عبيد، ويحيي بن يحيي، وأبي الوليد الطيالسي.
ثم صنفت الكتاب ودونت في الجرح والتعديل والعلل٢
_________
١ فتح المغيث ٣/٣١٨
٢ المصدر السابق.
1 / 9
وقد أطال الإمام السخاوي ﵀ في ذكر طبقات النقاد بعد طبقة بالترتيب الزمني. وعدَّ الحافظ بن حجر ﵀ ممن تفوق في الجرح والتعديل على جميع من أدركه، وإن البسط طوى بعده إلا لمن شاء الله١.
تاريخ ظهور المصنفات في الجرح والتعديل
استمر الاهتمام بالرجال خلال النصف الأول من القرن الثالث الهجري وظهر نسبيًا من التخصص في علم الرجال. يظهر بصورة خاصة عند يحيي بن معين (ت٢٣٣هـ) وعلي بن المديني (ت٢٣٤هـ) . وقد نما التصنيف في علم الجرح والتعديل خلال القرن الثالث الرابع واختص بعض هذه المصنفات بالضعفاء، وبعضها بالثقات، في حين جمع البعض الآخر بين الضعفاء والثقات.
وقد ظهرت هذه الأنواع الثلاث من المصنفات في وقت واحد وذلك في حدود منتصف القرن الثالث الهجري. وشكلت أقوال المتكلمين الأوائل في الرجال قبل تصنيف الكتاب مادة رئيسية في هذه المصنفات حيث دونت أقوالهم التي كان أهل الحديث يتناقلونها شفاهًا كما يتناقلون الحديث. وكذلك فإن المصنفات المتأخرة اعتمدت على المصنفات الأولى ونقلت أقوال مؤلفيها في الرجال. فلا يخلو مصنف في الجرح والتعديل من كلام يحيي بن معين وعلي بن المديني وأحمد بن حنبل، وقد استخدمت مصنفات الجرح والتعديل الألفاظ التي أطلقها المتكلمون القدماء للدلالة على جرح الرواة أو تعديلهم، ولكن هذه الألفاظ التي اكتسبت تحديدات أدق في المصنفات المتأخرة مما أدى إلى تبلورها وحصر عددها وتعين مدلولها، وفي بداية ظهور المصنفات نقل المصنفون عبارات السابقين في الجرح والتعديل، ولم يكن ثمة اتفاق على هذه الألفاظ والعبارات فأصبحت لكل مصنف مصطلحات ذات مدلول خاص. وهذا يتطلب من
_________
١ فتح المغيث ٣/٣٢٢
1 / 10
المتتبع ليس فقط معرف مدلولات هذه المصطلحات على وجه العموم بل معرفة مدلولاتها النسبية وكيفية استعمالها عند كل واحد١.
أنواع كتب الجرح والتعديل
يمكن تصنيف المؤلفات في الجرح والتعديل إلى ثلاثة أصناف. فمنها التي تناولت الضعفاء من الرواة فقط. ومنها التي تناولت الثقات. ومنها التي جمعت بين الثقات والضعفاء. وقد تقدم التصنيف في الضعفاء وفي جمع بين الثقات والضعفاء على أفراد الثقات في التصنيف. حيث ألف يحيي بن معين (ت٢٣٣هـ) أول مصنف في الضعفاء وكذلك أول مصنف في الجمع بين الثقات والضعفاء. أما كتب الثقات فأول من صنف فيها أبو الحسن أحمد بن عبد الله صالح العجلي (ت٢٦١هـ) وكذلك فان التصنيف في الضعفاء أكثر من التصنيف في الثقات فقد صنف في الضعفاء حتى نهاية القرن الخامس الهجري عشرون مصنفًا. ولم يصنف خلال هذه الفترة في الثقات سوى أربع مصنفا أما المصنفات التي تجمع بين الثقات والضعفاء فهي كثيرة أيضًا وما صنف خلال القرون الثالث والرابع والخامس يبلغ خمسة وعشرين مصنفًا٢.
مؤلفوا كتب الضعفاء٣.
قال الدكتور أكرم العمري:
"أول من عرفته صنف في الضعفاء.
١- يحيي بن معين (ت ٢٣٣هـ) ٤.
_________
١ بحوث في التاريخ السنة ص٨٥.
٢ بحوث في تاريخ السنة المشرفة ص ٨٨.
٣ أورد المؤلفين حسبما ذكره الدكتور أكرم العمري في كتابه بحوث في تاريخ السنة المشرفة. وأضفت إلى ما ذكره بعض المعلومات المتعلقة بمؤلفاتهم.
٤ سراي أحمد الثالث ٦٢٤ (من ٢١ب-٢٩أ) وانقره صائب ١٥٥٧ (ص٢٩أ-٣٦ب) تاريخ التراث ١/١/٢٠٣
1 / 11
١ - وعلي بن المديني (ت ٢٣٤هـ) ١.
٢- ومحمد بن عبد الله البرقي الزهري (ت ٢٤٩هـ) ٢.
٣- وأبو حفص عمرو بن علي الفلاس (ت ٢٤٩هـ) وهو جزء صغير فيما ذكره ابن خير٣.
٤- ومحمد بن إسماعيل البخاري (ت ٢٥٦هـ) في كتابيه «الضعفاء الكبير» و«الضعفاء الصغير» ٤.
٥- وإبراهيم بن يعقوب السعدي الجوزجاني (ت ٢٥٩هـ) ٥.
أورد المؤلف الرواة الذين تكلم فيهم بالنسبة لمدن الرواة التي وجدوا فيها فابتدأ بمدينة الكوفة التي ابتليت بالخوارج والرافضة والمرجئة. ثم البصرة التي ابتليت بالقدرية. ثم المدينة والشام والجزيرة وأهل مكة.
وفي خلال الكتاب ذكر الفرق الضالة والنحل الفاسدة من خوارج وسبأية وغيرها٦.
٦- وأبو زرعة الرازي٧.
وقد ضمن أبو زرعة في كتابه (٣٨٢) رجلا من الضعفاء أو الذين تكلم فيهم ولا يورد ألفاظ التجريح في أكثر الرواة. وعلى وجه الدقة. استخدم
_________
١ الجامع لأخلاق الراوي ٢/٣٦٠.
٢ تذكرة الحفاظ ٢/٥٦٩.
٣ فهرس ابن خير ص٢١٢
٤ بحوث في تاريخ السنة ص٩٠ ويقصد المؤلف بكتاب الضعفاء الكبير. كتاب التاريخ. إذ أن الملاحظ من منهج الإمام البخاري في هذا الكتاب إكثاره من جرح الرواة والعكس قليل ولأجل هذا أطلق الدكتور العمري اسم الضعفاء عليه. والله أعلم
٥ طبع بتحقيق السيد صبحي السامرائي.
٦ مقدمة أحوال الرجال ص٢١.
٧ طبع بتحقيق الدكتور سعدي الهاشمي.
1 / 12
عبارات الجرح في (٣٨) رجلا. أما طريقته في تناول الرواة فهي مشابهة للإمام البخاري في كتابه الضعفاء الصغير. وقد يتفق معه في بعض الرواة فينقل أحيانًا أقوال نفس الأئمة الذين نقل عنهم البخاري ويخالفه في الحكم على كثير من الرجال، واتفاقهما على تجريح هؤلاء الرواة يرجع إلى تأثرهما بنفس المنهج في المدرسة التي ينتميان إليها في الجرح والتعديل. وربما أورد بعض الرواة الثقات الذين ضعفوا بشيء أو تكلم فيهم أحد الأئمة بنوع من التجريح١.
٨- والنسائي (ت ٣٠٣هـ) ٢.
٩- وأبو يحيي زكريا الساجي (ت ٣٢٠هـ) ٣.
١٠- ومحمد بن أحمد بن حماد الدولابي (ت٣٢٠هـ)
١١- وأبو جعفر محمد بن عمرو العقيلي (ت٣٢٢هـ) ٤.
وقد ترجم فيه للضعفاء. سواء كان الضعف في عدالتهم أو ضبطهم، فقد ذكر من نسب إلى الكذب ووضع الحديث، ومن غلب على حديثه الوهم، ومن يتهم في بعض حديثه، ومجهول روى ما لايتابع عليه، وصاحب بدعة يغلو فيها ويدعوا إليها -وإن كانت حالة في الحديث مستقيمة- كما ذكر بابًا في تليين أحوال من نقل عنه الحديث من لم ينقل على صحة.
والكتاب مرتب على حروف المعجم لكنه لا يراعي ذلك بدقة٥.
١٢- وعبد الله بن محمد بن عدي الجرجاني (ت ٣٢٣هـ) .
قال الحافظ الذهبي: "وله تصانيف في الفقه. وكتاب الضعفاء في عشرة أجزاء٦.
_________
١ أبو زرعة الرازي وجهوده في السنة٢/٣٠٢ بتصرف.
٢ طبع عدة طبعات
٣ فهرست ابن خير ص ٢١٠ وسماه «كتاب الضعفاء والمتروكين والمنسوبين إلى البدعة من المحدثين والعلل» .
٤ طبع بتحقيق د. عبد المعطي أمين قلعجي.
٥ موارد الخطيب البغدادي ص٣٢٦هـ
٦ تذكرة الحفاظ ٣/٨١٧.
1 / 13
١٣- وأبو العرب محمد بن أحمد بن تميم القيرواني (ت ٣٣٣ هـ) .
١٤- وأبو علي. سعيد بن عثمان بن السكن (ت ٣٥٣هـ) .
ذكره ابن خير وقال: "لم يتم تأليفه"١.
١٥- ومحمد بن أحمد بن حبان البستي (ت ٣٥٤هـ) .
واسم كتابه "المجروحون من المحدثين والضعفاء والمتروكين".
قال الأستاذ/محمود إبراهيم زايد:
ألف ابن حبان كتابًا من أكبر كتبه هو «التاريخ الكبير» ولكنه رأي صعوبة تنال ما في هذا الكتاب لأنه جمع بين الثقات والمجروحين فاختصر من هذا الكتاب كتابيه «الثقات – والمجروحين» .
وقد سار المؤلف ﵀ في كتابه على منهج علمي دقيق حيث وضع قواعده العشرين في التضعيف والجرح وترك الرجال، وفي التراجم يذكر اسم الرجل كاملا والحكم عليه والأسباب التي استند إليه في تكوين هذا الحكم. وينهي الترجمة برواية الأحاديث التي أنكرها المحدثون عليه٢.
وقد اعتمد الحفاظ بعده على هذا الكتاب اعتمادًا كليًا في نقل المادة العلمية منه. وكان للحافظ الذهبي يد طويل في انتقاد كتاب المجروحين حيث أورد المؤلف بعض الثقات وقدح فيهم بما لا يقدح. وكان رد الذهبي ردًا قاسيًا كما حصل في ترجم أفلح بن سعيد القبائي الذي قال فيه ابن حبان: "يروي عن الثقات الموضوعات وعن الأثبات الملزوقات، لايحل الاحتجاج بهولا الرواية عنه بحال"، ثم أورد له حديث «إن طالت بك مدة» ٣.
وقال الذهبي في معرض رده: "ابن حبان ربما قصب الثقة حتى كأنه لا
_________
١ فهرست ابن خير ٢١١.
٢ مقدمة المجروحين ١/نبتصرف.
٣ المجروحين ١/١٧٦.
1 / 14
يدري ما يخرج من رأسه". ثم بين أن الحديث الذي أورده حديث صحيح رواه الإمام مسلم رحمه الله١.
ولا شك في أن هذا تحامل من الإمام الذهبي ﵀. لأن ابن حبان مجتهد والمجتهد يجوز عليه الخطاء والصواب. ومن المستبعد أن يصر ابن حبان على خطاه إذا بان له ذلك. وهو القائل في كتابه المجروحين:
" إنما نملي بعد هذا الكتاب كتاب الفضل من النقلة ونذكر كل شيخ اختلف فيه أئمة ممن ضعفه بعضهم ووثقه البعض، ونذكر السبب الداعي لهم إلى ذلك ونحتج لكل واحد منهم، ونذكر الصواب فيه لئلا نطلق على مسلم الجرح بغير علم ولا يقال فيه أكثر مما فيه"٢.
وقد التزم ﵀ بهذا المنهج وذكر أفلح بن سعيد في الطبقة الرابعة من الثقات، وعد الحافظ ابن حجر صنيعه هذا من غفلاته٣.
وكذلك صنع في سفيان بن حسين حيث أورده في المجروحين وقال: "يروي عن الزهري المقلوبات ... إلخ"٤.
وقال في التابعين: "يجب أن يمحى اسمه من كتاب المجروحين"٥.
والأمثلة على ذلك كثيرة. ولا يمكن إيرادها في هذه المقدمة. وإنما ذكرت هذين المثالين لتنبيه طالب العلم على عدم التسرع في الحكم على المؤلف والمؤلفه.
_________
١ ميزان الاعتدال ١/٢٧٤.
٢ المجروحين ١/٢٩٢.
٣ تهذيب التهذيب ١/٣٦٨.
٤ المجروحين ١/٣٥٨.
٥ الثقات. تبع التابعين ٥٩لوحة ب
1 / 15
فائدتان:
الأولى: هناك مختصران لهذا الكتاب.
أحدهما: للإمام أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي (ت ٥٠٧هـ) وكتابه «معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة» ١ رتب فيه أحاديث كتاب المجروحين مقتصرًا على اللفظ المتداولة من المتن، ولم يشرح المؤلف إلى أوهام صاحب الأصل. كما أنه لم يشر إلى أصل كتابه.
وثانيهما: للإمام أبي عبد الله شمس الدين محمد بن أبي الفتح البعلي (ت ٧٠٩هـ) وكتابه «مختصر المجروحين» ٢ جردفيها الرواة ونقل أقوال المؤلف دون الإشارة إلى الأحاديث الموضوعة.
الفائدة الثانية:
للكتاب طبعتان.
إحداهما:طبع العزيزية بالهند، وتمتاز بحواشي الإمام الدارقطني التي عملها لكتاب المجروحين. وفيها تراجم ليست موجودة في الطبعة الأخرى وفي الأخرى تراجم ليست في هذه.
ثانيهما: طبعة حلب بتحقيق الأستاذ/ محمود إبراهيم زايد.
١٦- وعبد الله بن عدي الجرجاني (ت ٣٥٦هـ) .
في كتابه "الكامل في ضعفاء الرجال"٣.
قال السخاوي: "هو أكمل الكتب المصنفة قبله وأجلها ولكنه توسع – فيه – لذكره كل من تكلم فيه وإن كان ثقة. ولذا لا يستحسن أن يقال الكامل
_________
١ طبع بتحقيق الشيخ/عماد الدين أحمد حيدر
٢ وقفت على نسخة مصورة في مكتبة المخطوطات بالجامعة الإسلامية.
٣ طبع بدار الفكر للطباعة والنشر بيروت.
1 / 16
للناقصين"١ وقد سبقه إلى هذا الثناء الإمام الحافظ الدارقطني حينما سأله السهمي أن يؤلف كتابًا في الضعفاء فقال: "أليس عندك كتاب ابن عدي فقال بلى. فرد عليه بقوله: فيه كفاية لا يزاد عليه"٢.
وقدم ابن عدي لكتابه بمقدمة نفيسة تكلم فيها عن تحفظ الصحابة في رواية الحديث، ومن اختار قلة الرواية ولم يكثر الحديث ومن كان لا يرى كتابة الحديث من الأئمة؛ ومن كان يكتب منهم، ثم ذكر من استجاز لنفسه الكلام في الرجال من الصحابة والتابعين ومن بعدهم طبقة طبقة إلى زمانه. وذكر فضائلهم والمعنى الذي به يستحقون الكلام في الرجال وتسليم الأئمة لهم بذلك.
أما تراجمه لا يطيل في الأنساب بل يقتصر على ذكر أسماء الشيوخ وأسماء آبائهم ونسبتهم إلى المصر أو القبيلة، ويذكر بعض شيوخه وتلاميذه ونماذج من رواياته الضعيفة وفي الغالب حديثًا أو حديثين، وينقل أقوال أئمة الجرح والتعديل في صاحب الترجمة بالأسانيد التي لا يخل بذكرها ولا يذكر سني والوفيات. وليس سائر من أوردهم في كتابه مقطوع بضعفهم بل فيهم ثقات ولكنه أوردهم لأنه التزم إخراج كل من تكلم فيه بجرح فقد ترجم مثلًا لخليفة بن خياط أحد شيوخ البخاري وذكر ما قيل في جرحه ثم رد الجرح ووثقه٣.
وقد اهتم بكتاب الكامل اهتماما خاصًا لكونه أجل مصنف في هذا الباب. فذيل عليه الحافظ أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي (ت٥٠٧هـ) بكتاب سماه «تكملة الكامل» ٤.وبكتاب آخر سماه «الذخيرة في الأحاديث
_________
١ فتح المغيث ٣/٣١٤.
٢ تذكرة الحفاظ ٣/٩٤١.
٣ بحوث في التاريخ السنة المشرفة ص٩٦ بتصرف.
٤ فتح المغيث ٣/٣١٤.
1 / 17
الموضوعة» ١ حيث عمل في كتاب المجروحين من ترتيب للأحاديث الموضوعة التي أوردها ابن عدي في كتابه.
وكذلك ذيل عليه الحافظ أحمد بن محمد بن مفرج المعروف بالنباتي (ت ٦٣٧هـ) ٢ بكتاب سماه «الحافل» اعتمد عليه الحافظ الذهبي كثيرًا في كتابه ميزان الاعتدال٣ وللكتاب مختصران:
أحدهما: للإمام أحمد بن أبيك بن عبد الله الدمياطي (ت ٧٤٩هـ) واسم كتابه «عمدة الفاضل في اختصار الكامل» ٤.
وثانيهما: لتقي الدين المقريزي (ت ٨٤٥هـ) .
ويعرف كتابه بمختصر الكامل. وهو مجلد واحد٥.
١٧- وأبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي. (ت ٣٧٤هـ) .
قال الحافظ الذهبي:
له مصنف كبير في الضعفاء وهو قوي النفس في الجرح وهاه جماعة بلا مستند طائل٦.
١٨- والدارقطني (ت ٣٨٥هـ)،في كتابه «الضعفاء والمتروكين» ٧.
١٩- وابن شاهين (ت ٣٨٥هـ) في كتابه «الضعفاء والكذابين» ٨ وهو الكتاب الذي بين أيدينا وسيأتي الكلام عليه مفضلًا في بابه.
_________
١ توجد من نسخة مصورة من مكتبات تركيا في مكتبة المخطوطات بالجامعة الإسلامية.
٢ تذكرة الحفاظ ٣/١٤٢٥.
٣ ميزان الاعتدال ١/١.
٤ من مخطوطات برلين رقم ٩٩٤٤في ١١٤بخط المؤلف.
٥ مخطوط في تركيا. مكتبة مراد منلا تحت رقم ٥٦٩.
٦ تذكرة الحفاظ ٣/٩٦٧.
٧ حققه د. موقف عبد القادر. وكتب عنه مقدمة جيدة فطالعه.
٨ لم يذكره د. أكرم العمري. ولعله لم يقف عليه.
1 / 18
١٧- وأبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري (ت ٤٠٥هـ) في كتابه المدخل ١.
١٨- وأبو نعيم الأصبهاني (ت ٤٣٠هـ) ٢.
وهو في الرجال الضعفاء الذين أخرج عنهم في مستخرجه على صحيح الإمام مسلم رحمه الله٣.
٢٢- وأبو بكر الحازمي. محمد بن موسى (ت ٥٨٤هـ) في كتابه «الضعفاء والمجهولون» ٤.
٢٣- ويوسف بن أحمد الشيرازي (ت ٥٨٥هـ) ٥.
٢٤- وأبو الفرج بن الجوزي (ت ٥٩٧هـ) وكتابه «الضعفاء والمتروكين» ٦ وانظر المقدمة النفيسة التي كتبها المحقق.
٢٥- والذهبي محمد بن أحمد بن عثمان (ت ٧٤٨هـ) .
وله تواليف متعددة في هذا الباب. منها:
أ- المغني في الضعفاء٧.
احتوى على ذكر الكذابين والوضاعين. ثم على ذكر المتروكين الهالكين ثم على الضعفاء من المحدثين والناقلين. ثم على كثيري الوهم من الصادقين. ثم
_________
١ حققه د. ربيع بن هادي.وهو عبارة عن القسم الأول من الكتاب.
٢ ما بعد أبي نعيم لم يذكره د. أكرم العمري.
٣ مقدمة التحقيق ص٢٩بقلم د. فاروق حمادة محقق كتاب الضعفاء.
٤ مقدمة كتاب الضعفاء لأبي نعيم ص٣٠.
٥ ميزان الاعتدال ١/١١٨ ومقدمة أبي نعيم ص٣٠.
٦ طبع بتحقيق أبي الفداء عبد الله القاضي في ثلاثة أجزاء
٧ طبع بتحقيق د. نور الدين عتر.
1 / 19
على الثقات الذين فيهم شيء من اللين. أو تعنت بذكر بعضهم أحد من الحافظين. ثم على خلق كثير من المجهولين١.
ب- ديوان الضعفاء والمتروكين ٢.
ولعله اختصار لكتاب المغني. مع التغير في بعض عبارات الجرح والتعديل وقد ذكر المؤلف أنه ذكر فيه خلقًا من المجهولين وأناسًا ثقات فيهم لين، ورتبه على حروف المعجم بأخصر عبارة وألخص إشارة ٣.
ج- ذيل الديوان٤.
ذكر فيه الرواة الذين لم يذكرهم في الأصل.
د- ميزان الاعتدال في نقد الرجال٥.
قال في مقدمته: "كتاب جليل مبسوط في إيضاح نقلة العلم النبوي وحملة الأثار، ألفته بعد كتابي المنعوت بالمغني، وطولت العبارة، وفيه أسماء عدة من الرواة زائدًا على من في المغني زدت معظمهم من الكتاب الحافل المذيل على الكامل لابن عدي"٦.
ويعتبر كتاب الميزان من أجل الكتب المتأخرة التي تطرقت لذكر الضعفاء والدفاع عن الثقات الذين طعن الأئمة فيهم لمجرد وهم أو خطا في الاجتهاد، وقد كان رده مؤلمًا أحيانًا كما مر بنا عند الكلام على منهج ابن حبان في كتابه الضعفاء والمؤاخذات عليه، وكثيرًا ما كان يلزم جانب الأدب مع من سبقه من الأئمة لأنهم أصحاب فضل وعلم.
_________
١ المغني في الضعفاء ١/٤.
٢ طبع بتحقيق الشيخ/حماد بن محمد الأنصاري.
٣ ديوان الضعفاء ص١.
٤ طبع بتحقيق الشيخ/ حماد بن محمد الأنصاري.
٥ طبع بتحقيق الشيخ/محمد علي بجاوي.
٦ ميزن الاعتدال ١/١ وانظر ما قاله عن منهجه في ص٢-٣.
1 / 20
وتتجلى أهمية هذا الكتاب في اعتناء الحفاظ به، وتكميل نواقصه وتهذيب ما يمكن تهذيبه، وقد حفظت لنا المكتبات العالمية مجموعة لا بأس بها من تلك المؤلفات، وبقي البعض في طي الضياع لا نعرف عنه شيئًا.
فمن كتب التي وصلت إلينا كتاب الإمام الحجة الحافظ نب حجر العسقلاني والمشهور بلسان الميزان هذب فيه الأصل بحذف أسما من أخرج له الأئمة ستة في كتبهم أو بعضهم. لأن رجال التهذيب إما أئمة موثقون وإما ثقات مقبولون وإما قوم ساء حفظهم ولم يطرحوا وإما قوم تركوا وجرحوا. ولم يقف الحافظ ابن حجر العسقلاني أمام كتاب الميزان جامدًا وإنما كانت له زيادات قيمة سواءً كانت تلك زيادات في ايراد بعض التراجم التي غفل عنها صاحب الأصل أو كانت في عبارات بعض العلماء التي لم يوردها الذهبي في كتابه.
ولو أن الله قيض لهاذا الكتاب لجنة علمية لتحقيقه واخراجه بثوب آخر أدق وأضبط مما هو عليه لإستفاد طلاب العلم. لاسيما في زماننا هذا حيث يتعثر البحث في ثنايا المخطوطات.
وله كتابان آخران هما «تقويم اللسان وتحرير الميزان» ذكر فيه الرواة الذين ذكرهم الحافظ الذهبي في الميزان دون أن يذكر مستنده في تضعيفه١.
وكذلك وصل إلينا كتاب «ذيل الميزان الاعتدال» ٢.
للحافظ أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين المعروف بالعراقي (ت ٨٠٦هـ) استدرك فيه على الذهبي تراجم أشخاص قد تكلموا فيهم. كان ينبغي أن يذكرهم في كتابه حسب المنهج الذي رسمه في مقدمته٣.
_________
١ جمال الدرر ٧٥لوحة أ.
٢ طبع بتحقيق د. عبد القيوم عبد رب النبي.
٣ ذيل الميزان ص٨.
1 / 21
ووصل إلينا أيضًا. كتاب «نقد الهميان في معيار الميزان» و«نثل الهميان في معيار الميزان» كلاهما لسبط بن العجمي تلميذ الحافظ العراقي (ت ٨٤١هـ) ١ وللحسيني كتاب «التعليق على ميزان الاعتدال» بين فيه كثيرًا من الأوهام واستدرك عليه عدة أسماء٢.
٢٦- وبسط بن العجمي (ت ٨٤١هـ) .
وكتابه «الكشف الحثيث عمن رمى في وضع الحديث» ٣.
ذكر في مقدمة كتابه:
إنه أورد فيه من رمى بوضع الحديث ممن ذكرهم الذهبي في ميزان الاعتدال وزاد عليهم تراجم من موضوعات ابن الجوزي والتلخيص الذهبي لمستدرك الحاكم٤.
٢٧- ومحمد بن علي بن عراق. في مقدمة كتابه «تنزيه الشريعة» .
حيث ذكر فصلًا في سر أسماء الوضاعين والكذابين ومن كان يسرق الحديث ويقلب الأخبار ومن اتهم بالكذب ووضع من رواة الأخبار لخصه من الميزان، والمغني وذيله، ولسان الميزان، والكشف الحثيث٥.
_________
١ المصدر السابق ص٨.
٢ مقدمة ذيل تذكرة الحفاظ ص١.
٣ طبع بتحقيق الشيخ/صبحي السامرائي.
٤ الكشف الحثيث ص٢٤.
٥ تنزيه الشريعة ١/١٧.
1 / 22
التعريف بالمؤلف
اسمه ونسبه:
هو الإمام الواعظ أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن أيوب بن ازداد المعروف بابن شاهين. نسبة لجده والد أمه وهو بنسبته أشهر.
مولده ونشأته:
ولد المؤلف سنة سبع وتسعين ومائتين في بغداد. وترعرع في جو علمي بحت؛ حيث والده المحدث أحمد بن عثمان أبو الطيب السمسار، وجده لأمه أحمد بن محمد بن يوسف بن شاهين، وكان لهما أبعد الأثر في تهيئته علمية أدت إلى نبوغه في كثير من المجالات العلمية وكانت بداية سماعة لحديث رسول الله ﷺ وكتابته له سنة ثمان وثلاثمائة وعمره آن ذاك إحدى عشرة سنة.
شيوخه وتلامذته:
سمع من محمد بن محمد بن الباغندي، وشعيب بن محمد الذراء، وأبا خبيب بن البرتي، وأبا عبد الله بن عفير، ومحمد بن هارون المجدر، وغيرهم من الأعلام. وتتلمذ عليه ابنه عبيد الله، والبرقاني، وأبو القاسم التنوحي، وخلق لا تكفي هذه العجالة لإيراد أسمائهم.
رحلاته:
لم يكتف المؤلف ﵀ بالأخذ من شيوخ بلده؛ لأن عادة العلماء في زمنه الإنتقال والتغرب من أجل تحصيل العلوم واكتساب المعرفة، وكان للمؤلف رحلة إلى واسط والرقة ودمشق وطرابلس ومصر وعدد من الأقطار التي كانت
1 / 23
تعتبر بحق مراكز الثقافة والعلوم الإسلامية ومما لاشك فيه أنه قد استفاد استفادة عظيمتًا تجلت في كثرة مصنفاته التي بلغت ثلاثة مائته وثلاثين مصنفًا في كل فن ومجال.
ثناء العلماء عليه:
قال الإمام الدارقطني – وهو من اقرانه: " ابن شاهين يلج على الخطأ وهو ثقة".
وقال الأزهري: " ثقة، عنده عن البغوي سبعمائته جزء".
وقال ابن الفوارس بن أبي الفوارس: "ثقةإمام صنف مالم يصنفه أحد".
وقال بن ماكولا: "ثقة مأمون سمع بالشام وفارس والبصرة جمع الأبواب والتراجم وصنف شياءً كثيرًا".
وقال الإمام الذهبي: "الحافظ الإمام المفيد المكثر محدث العراق"١.
مؤلفاته:
أجمع الذين ترجموا له في مؤلفاتهم أنه صاحب تصانيف كثيرة وفي مواضيع مختلفة إلا إننا لم نقف إلا على القليل منها ولم نستطيع الجزم بفقدانها، لأن الأيام كفيلة بإثبات تلك المؤلفات وجودًا وعدمًا. وقد بذلت الجهد في الوقوف على أسماء أو أعيان مؤلفاته فما استطعت الوقوف إلا أقل قليل ولعل في هذا القليل خير كثير.
فمن مصنفاته التي وقفت أسمائها أو أعيانها هي ما يلي:
١ - الإفراد.
٢- الأمالي.
٣- تاريخ أسماء الثقات.
٤- الترغيب في فضائل الأعمال.
_________
١ لمزيد من تفصيلات في ترجمته انظر: مقدمة الترغيب في فضائل الأعمال للدكتور صالح الوعيل.
1 / 24
٥- جزء فيه أحاديث ابن شاهين عن شيوخه.
٦- ذكر من اختلف في توثيقه وتضعيفه.
٧- الرباعيات.
٨ - شرح مذاهب أهل السنة.
٩- الضعفاء والكذابين – وهو الكتاب الذي بين أيدينا.
١٠- فضائل شهر رمضان.
١١ - فضائل فاطمة ﵂.
١٢- كتاب الجنائز.
١٣- كتاب الصلاة.
١٤ - كتاب من روى عن أبيه من الصحابة والتابعين.
١٥ - الناسخ والمنسوخ.
وغيرها من المؤلفات التي يطول المقام بذكرها وقد استوفى الأستاذ صالح الوعيل. إيراد عناوين كتبه التي تركها لنا في مقدمة تحقيقه لكتاب الترغيب في فضائل الأعمال.
وفاته:
توفي المؤلف يوم الأحد الموافق للحادي عشر من ذي الحجة. وقيل لاثني عشر خلون. ودفن بباب حرب عند قبر الإمام أحمد بن حنبل رحمهما الله جميعًا.
1 / 25