============================================================
ذكر إبراهيم عليه السلام ابراهيم أعرض عن هذا وذلك أن إبراهيم قال له: أرأيتم إن كان في بلاد قوم لوط مائة أهل بيت مسلمين كنتم تهلكونهم قال جبرائيل: لا، فقال: إن كانوا تسعين قال: فما زال ينقص إلى أن قال: لو كانوا عشرة أهل البيت قال: حتى رجع إلى أهل بيت واحد، قال جبرائيل: لا، قال: فإن فيها لوطا، قال جبرائيل: لو كانوا أهل بيت تام مسلمين لم تهلكهم ولكن امرأته كافرة فذلك قوله: لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الفبريب} [العنكبوت: الآية 32] أي الباقين مع قومه في الهلاك .
باب في ذكر شان لوط عليه السلام(1 وإنما أوردنا قصته في خلال قصة إبراهيم عليه السلام لأن الله تعالى خلط قصته بقصته في القرآن في كثير من المواضع ولأن الملائكة الذين بعثوا لبشارة إبراهيم هم الذين أرسلوا إلى لوط لهلاك قومه قال الله تعالى : ولوطا إذ قال لقوميه أتأتون الفحشة ما سبقكم بها من أحد من العلمين (الأعراف: الآية 80) إلى سائر الآيات لمن ذكر في القرآن قد تقدم من حديث لوط أنه كان ابن آخي إبراهيم فهو لوط بن هاران بن آزر وأن الله تعالى بعثه حتى نزل الشام إلى القريات المؤتفكات من ناحية الأردن وكانت خمس مدائن وهن سلام(2) وعمورا (2) وصبورا(4) وداذوما(5) وصفر(6) ويقال كان في كل مدينة منهن مائة ألف مقاتل وكانوا يعملون هذا العمل الخبيث كما أخبر الله تعالى عنهم وقيل: إنهم أول من عمل بذلك من ولد آدم وإن سبب ظهوره فيهم آن إبليس جاء إليهم فدخل كرم رجل منهم على هيئة غلام آمرد وجعل يفسد في كرمه، فلما قصد صاحب الكرم آخذه هرب فلم يدركه، وإذا رجع الرجل رجع يفسد في كرمه فضاق الرجل به ذرعا، فقال له إبليس: أتريد أن أخرج من كرمك؟ قال: نعم، قال: (1) من أراد زيادة في التفاصيل: الثعلبي - العرائس ص 61. القرطبي - الجامع لاحكام القرآن في تفسير سورة الأعراف، آية: 8، 185/4. ابن كثير، البداية والنهاية 265/1.
(2) سلام بضم أوله، موضع عند قصر مقاتل بين عين التمر والشام، ياقوت الحموي) معجم البلدان 3/ (3) عمورا: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، بلد من بلاد الروم غزاه المعتصم، المصدر السابق 158/4.
(4) صبورا: جاء في المعجم (صبواتيم): بالفتح ثم السكون، وواو، وبعدها ألف، ثم همزة مكسورة، وياء ساكنة، وهي إحدى مدائن لوط. وهي الصواب. انظر المصدر السابق 3/ 392.
(5) داذوما: جاء في الأصل (داروما) والصواب داذوما: بعد الألف ذال معجمة، ثم واو ساكتة من فرى قوم لوط وقيل ولعلها داروما، المصدر السابق 418/2.
(1) صفر: موضع باليمامة، المصدر السابق 413/3.
Shafi 83