============================================================
ذكر إيراهيم عليه السلام التكهرين(1) [الآيات 52 - 56)، وقال: وتالله لأكيدن أصكر بعد أن تولوا مذبرين [الأنبياء: الآية 57]. قال أصحاب الروايات أراد يوم عيد كان لهم يخرجون إليه كل سنة فانتظر إبراهيم وحده فلما خرجوا قالوا لابراهيم اخرج معنا قال إني نظرت البارحة إلى الزهرة وكانوا يتشاءمون بها، وفي رواية أخرى آنهم كانوا أهل علم بالنجوم فقال: إني نظرت في النجوم وإنه سيكون لي مرض يومي هذا قال بعض المفسرين إنها كانت كذبة كذبها وقال أهل التحقيق إنه أراد أني سأسقم وعلم أن من يموت لا بذ أن يسقم عند موته، فتولوا عنه مدبرين لأنهم ظنوا أن به طاعونا وكانوا يفرون من الطاعون أن يعدوهم فلذلك هربوا منه فلما خلا له المكان وذلك أتهم كانوا يخرجون إلى عيدهم جميقا لا يختلف عنهم أحد رجع إبراهيم إلى بيت أبيه آزر وأخذ فأسا من فؤوس آبيه ومضى إلى بيت الأصنام، وكانوا يصنعون لها الأطعمة والأشربة ويقال: كان كل صنم منها على سرير من ذهب ويقال: بل كان أعظمهن على السرير وسائرهن عن يمينه وشماله، وكانت ستة وسبمين صنما وكانت ثلاثة وثلاثون عن يمينه وثلاثة وثلاثون عن يساره، وكانت من ذهب وفضة ونحاس وحديد وصفر وخشب صغارا وكبارا ذكورا وإنائا مكللة بالدر والياقوت وألوان الجواهر وكانت عينا أعظمهن من ياقوتتين حمراوتين وسائر جسده من ذهب مكلل باليواقيت. فقال لها إبراهيم مستهزئا: ألا تأكلرن ما لكز لا نطقون فراغ عليهم ضرما بالييين ([الصافات: الآيات 91 - 93) أي بالقوة حتى جعلها جذاذا إلا كبيرا لهم [الأنبياء: الآية 58) فإنه عمد إلى فأس فوضعه على عاتق الاكبر وخرج وتركها فلما فرغ القوم من عيدهم دخلوا على أصنامهم وكذلك كانوا يبدؤون بزيارة الأصنام إذا رجعوا من سفر أو عيد أو مخرج لهم، فلما رأوا ما بأصنامهم راعهم ذلك و قالوا من فعل هذذا يعالهتنا إنه لمن الظدلويب [الأنبياء: الآية 59]، ثم قالوا: لسم يفعل هذا إلا إبراهيم فإنا كنا نسمعه يذكرهم بسوء ويطعن فيهم، وبلغ الأمر لنمرود واجتمع الناس إليه فقال نمرود: من فعل هذا؟ قالوا: إبراهيم. قال: فأتوا بوه علي أعين الناس لعلهم يشهدو [الأنبياء: الآية 11] أي لعله يشهد عليه شاهد لثلا نأخذه ظلما ويقال: لعلهم يشهدون أي يحضرون عقوبتنا إياه فأتي به فقالوا له: قالوا مأنت فعلت هذذا ثالهتنا يكإبزهيه قال بل فعله كبيرهم هلذا} [الانبياء: الآيتان 62، 63]، قيل وهذه كذبة أخرى وعندنا أنه قال ذلك مشروطا بقوله: فشتلوهم إن كانوا ينطقو} [الأنبياء: الآية 13] إلى أن نطقوا فذلك فعل كبيرهم وعلم أنهم لا ينطقون أو نقول إنه قال ذلك (1) جاء في الأصل: (وإنا على ذلك من الشاهدين) والصواب ما ثبتناه.
Shafi 71