============================================================
ذكر ذي القرنين تفاءلت به فألا حسنا لنفسي، أما الذرة فهي سوط وذلك سوط عذاب الله بعثه الله عليكم وأما الياقوتة فهي قوتي عليكم، وأما الكرة فسيصير ملككم في يدي مثل الكرة، وأما جراب السمسم فإنك أردت أن تخبرني بكثرة جنودك واعلم آن السمسم طعام يطحن ويؤكل وسأطحن جنودكم وآكلهم ولكني بعثت إليك بجراب من خردل لتعلم أن جنودي اكثر من جنودك وإن طعمهم مر كمر الخردل، فرجعت الرسل إلى دارا وأخبروه بما شاهدوا من أحوال ذي القرنين، ثم إنه سار إلى دارا فاقتتلوا سبعة أيام قتالا شديدا، وروي أن ذا القرنين خرج ليلة من تلك الليالي متنكرا وحضر باب دارا وقال: أنا رسول ذي القرنين فدخل عليه وكلمه وجعل يجيب دارا عما يقول فقال له دارا: إن كنت رسولا فما لك والجواب من ذات نفسك فقال: إن صاحبي قد قال لي: إن قيل لك كذا فأجب كذا وإن قيل لك كذا فأجب كذا، وإنما آجيب عنه باذنه ثم إن بعض من حضر أحس بأنه ذو القرنين فأشار آخر بذلك ففهم ذو القرنين أتهم أحسوا به وكان دارا قد قال فصلا من الكلام فقام ذو القرنين وقال: لا أعلم جواب هذا الفصل، فأذهب إلى صاحبي وأخبره وأرجع إليكم بالجواب، وخرج مسرغا من الخيمة وكان على باب الخيمة رجل معه مشعلة فضربه ذو القرنين حتى سقط وانطفأت مشعلته وركض هو نحو معسكره فلم يشعروا بتوجهه من ظلمة الليل فنجا سالما وركب في الغذ للقتال فاقتتلوا قتالا شديدا فلما كان اليوم السابع من قتالهم انهزمت جنود فارس، ثم اختلفت الروايات فروى بعضهم آن حاجبا من حجاب دارا قد نقم عليه بسبب آن دارا قد غصب امرأة له جميلة فجاء إلى ذي القرنين مختفيا ووعده أن يقتل دارا غيلة وسأله أن يجعل على ذلك مكافآته فضمن له ما سأله، فلما اصطف الناس للقتال في اليوم السابع احتال الحاجب فقتل دارا وانحاز إلى عسكر ذي القرنين ولما سقط دارا انهزم عسكره ولحق ذو القرنين بدارا وفيه رمق فنزل ذو القرنين عن دابته ووضع رأسه على حجره ومسح عن وجهه وقال له: عز علي ما أصابك ولم اكن لأفعل هذا بك إن ظفرت بك، وأنت تعلم من فعله قال دارا له: نعم واني مفارق الدنيا وموصيك بوصية وأسألك أن تمضيها فقال: أفعل فقال دارا أولها أن تقتل قاتلي بدمي ولا تهدره ضياغا، وأن تحسن إلى أهل فارس ولا تحقد عليهم لقتالهم إياك وأن تتزوج ابنتي فإنها كانت عزيزة علي، وإن لم تتزوجها فلا تزوجها من غير كفؤ وأن تحسن إلى والدتي فكفاها من الحزن مصابها بي فضمن له ذو القرنين ثم قال: يا ذا القرنين أعظك أن تعتبر مني وتتفكر في حالي، وقد كنت بالأمس ملكا تهابني ملوك الأرض واليوم صرت مقهورا مطروخا في التراب قد زالت عني نعمتي وملكي، وهكذا تصير الملوك في الدنيا، ثم إنه مات من يومه فأمر ذو القرنين بغسله وطلاه بالمسك من رأسه إلى قدمه وكفنه بأكفان الملوك ووضعه في تابوت من ذهب ومشى أمام التابوت مع
Shafi 363