330

============================================================

ذكر عيسى ابن مريم عليه السلام لعيسى: هذا المال نتركه قال: دعه فإن له أصحابا يهلكون عليه فجعلت نفس اليهودي تطمعه على المال ولا يقدر آن يخالف عيسى فانطلق معه وجاء قوم وهم آربعة نفر فلما رأوا الكنز قالوا: اثتوا بنا نقتسمه ثم إنهم بعثوا اثنين ليطلبا لهم طعاما وشرابا ودواب يحملون عليها المال فذهبا وتدبرا أن يجعلا السم في الطعام والشراب ليهلك به الآخران وقال الآخران الباقيان إذا جاء صاحبانا قتلناهما فيبقى الكنز لنا كله، فلما جاءا بالطعام قام كل واحد منهما إلى واحد فقتلاهما ثم قعدا فأكلا فماتا فأخبر الله تعالى عيسى بذلك فقال لليهودي: ارجع بنا إلى المال فرجعا ورأيا القوم هالكين حوله فقال عيسى: اخرج المال نقسمه فأخرج فقسمه عيسى ثلاثة أثلاث ثلثا لليهودي وثلثين لنفسه فقال اليهودي: اتق الله تعالى ولا تظلمني فإنما نحن اثنان فاقسمه نصفين فقال عيسى: هذا لي وهذا لك والقسم الثالث لصاحب الرغيف المفقود فقال اليهودي: إن أخبرتك بصاحب الرغيف تعطني نصيبه قال عيسى: نعم، قال: فأنا هو فقال عيسى: خذ حظي وحظك وحظ صاحب الرغيف فإنما هو نصيبك من الدنيا والآخرة فحمل اليهودي المال فلم يمض إلا قليلا حتى خسف الله تعالى به والله تعالى أعلم.

ومن عجائب عيسى عليه السلام أنه مر مع أصحاب له في سفر فنزلوا عند قرية وذلك عند إدراك الزرع فنزلوا عند أرض مزروعة قد أمكنت من الفرك وقد جاع أصحاب عيسى فقالوا: يا روح الله تعالى أتأذن لنا أن نأكل منها فأوحى الله تعالى أن يأذن لهم فأخذوا يفاركون ويأكلون فإذا هم بصاحب الزرع يصيح ويقول: أرضي وزرعي وقد ورثتها من آبائي بإذن من تأكلون فقال له عيسى: أنا أذنت لهم، ثم إنه دعا الله تعالى فأحيا كل مالك لتلك الأرض منذ أول الدهر إلى الساعة فقام عند كل سنبلة منها رجل وامرأة يقولون هذا أرضي وزرعي باذن من تأكلون فنظر الرجل وتحير فأخبر بأن هذا عيسى فجاءه قال له: يا روح الله تعالى لم أعرفك وقد أحللت لكم زرعي، فقال له عيسى: يا هذا ليس الأرض لك ولا الزرع إن كل هؤلاء ملكوا الأرض وماتوا وتركوا وكذلك تصير لك. ويروى أنه عليه السلام نام يوما متوسذا حجرا فمر به إبليس فقال له: يا عيسى ألست تزعم أنك لا تريد شيئا من الدنيا وهذا الحجر من الدنيا فقام عيسى وأخذ الحجر فرماه، وقال: هذا مع الدنيا ولعمري إن الدنيا وأهلها خدمك، وروي عن الحسن أن عيسى كان يمشي على الماء فقال له الحواريون: يا روح الله تعالى آنت تمشي على الماء ونحن لا نقدر؟ فقال: ليقيني بالله تعالى قالوا: ونحن أيضا موقنون بالله تعالى، قال: ما تقولون إن عرض لكم في الطريق در وحجر أيهما تحملون قالوا: الدر، قال عيسى: فلستم بموقنين حتى

Shafi 330