============================================================
ذكر زكريا ويحى عليهما السلام أوحى الله تعالى إلى زكريا أني قد قبلتها وإن كانت أنثى، قال فرغب فيها الأخبار وقالوا: إن لها لشأنا إذ قبلها الله تعالى بدل الغلام فتساهموا عليها وقال زكريا: أنا أولى بها فإن أختها عندي قالوا: ليس هذا بالقرابة، فاستهموا بالقرعة فخرجت سهم زكريا فذلك قوله تعالى: وما كنت لديهد إذ يلقون أقلمهم أيهم يكفل مريم} [آل عمران: الآية )4) وذلك أنهم جمعوا أقلامهم الذين يكتبون بها ثم غطوها وقالوا لبعض خدم بيت المقدس من الغلمان المحررين الذين لم يبلغوا الحلم أدخل يدك فأخرج منها قلما، فأدخل الغلام يده فأخرج قلم زكريا، فقالوا: لا نرضى حتى نلقي أقلامنا في الماء فمن طفا قلمه مع جرية الماء ولم يجر به الماء فهو يتكقل بها فطفا قلم زكريا قالوا: نلقيها ثانية، فمن جرى الماء بقلمه فهو أولى بها فألقوا أقلامهم فجرى الماء بقلم زكريا ثم جاء بها إلى منزله إلى عند أختها ايلشباع حتى فرغ من فطامها وشبت وصلحت لأن تكون في المسجد ثم بنى لها محرابا أي غرفة في المسجد وجعل بابها في وسطها فلا يصعد إليها أحد إلا بسلم وكان زكرئا يغلق عليها الباب ويأتيها بما يصلحها حتى بلغت، وكانت إذا حاضت أخرجها زكريا إلى منزله عند أختها أم يحيى فإذا ظهرت واغتسلت ردها إلى محرابها وكان زكريا يرى عندها في الشتاء ثمار الصيف من العنب وغيره، وفي الصيف ثمار الشتاء وكان يأتيها بها جبرائيل فيقول لها: أتى لك هذا في غير حينه قالت هو من عند الله} ([آل عمران: الآية 37] تعالى يأتيني به ان الله يرزق من يشاء بعير حساب} [آل عمران: الآية 37] قال فطمع زكريا في الولد فقال إن الذي يأتي مريم بفاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء يقدر أن يهب لي ولذا في غير حينه فعند ذلك دعا زكريا ربه قال ري هب لى من لدنلك درية ليبة إنك سميع الدعاء} [آل عمران: الآية 38) قال: ودعا بهذا الدعاء لثلاث بقين من محرم وذلك أنه اغتسل وابتهل في الدعاء بقول الله تعالى: إذ نادي رتد ندآء خفيا قال رب إنى وهن العظم منى واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعايك رب شقيا وإن خفث الموالى من وراوى وكايت آنرأتى عاقرا فهب لى من لدنلك ولئا برثنى ويرث من ءال يعقوب وأجعله رب رضيا [مريم: الآيات 3 - 6] فاستجاب الله تعالى له وكان زكريا وامرأته دخلا في السن، فبينما هو قائم يصلي في المحراب وهو بيت المذبح إذ هو برجل عليه ثياب بيض وهو جبرائيل فقال يا زكريا أن الله يبشرك بيحى} [آل عمران: الآية 39] أي بولد اسمه يحيى وقال في موضع آخر: إنا نبشرك بغللي آشمه يحين لم نجعل لهر من قبل سيا [مريم: الآية 7] لأنه لم يسم باسم يحيى قبله وقوله: مصدقا يكلمة من الله وسيدا وحصورا} [آل عمران: الآية 39] أي لا يأتي النساء لعقبه، ويقال: كان لا يحتاج إلى النساء وكان شيخنا يقول: لا يجوز ذلك في الأنبياء لأنه عيب شديد في بني آدم، ولا يجعل الله تعالى مثل ذلك العيب في آنبيائه فيعيبهم به عدو لهم
Shafi 311