301

============================================================

ذكر ما كان من فساد بني اسرائيل وتسليط العدو عليهم فأخاف أن ينالك منه مكروه فقال: لا تخف واذهب إليه فأخبره فذهب وأخبر بخت نصر بقول دانيال فدعا بخت نصر بدانيال فدخل عليه فسأله عن رؤياه فقال: نعم كذا وكذا، وفي رواية أخرى لما قيل له إن دانيال يخالفك فدعا به وبأصحابه من أهل بيت دانيال الاكبر وهم ستة نفر فقال: ألم اكرمكم وأحسن إليك، قالوا: بلى قال: فما بالكم تخالفونني ولا تتبعون ديني؟ فقالوا: إن لنا ربا نعبده وقد أمرنا أن لا نعبد غيره فأمر بخت نصر فحفر لهم حفيرة وألقاهم فيها ومعهم سبغ ضار ليأكلهم وتركوهم فيها ثلاثة أيام ثم أتوهم فوجدوهم سالمين والسبع مفترش ذراعيه عندهم ولم يضرهم بشيء فأخرجوهم من الحفرة وكان القوم فيها ستة نفر وحين نظروا فيها وجدوهم سبعة فلما أخرجوهم وجدوهم ستة نفر فقالوا لهم: ومن السابع الذي كان معكم ولم يخرج؟

فقالوا: كان ذلك ملكا من الملائكة فقال بخت نصر لهم ولدانيال من الذي كان معكم؟

قالوا: ملك من الملائكة بعثه الله تعالى ليدفع عنا شر الأسد فأكرمهم بخت نصر ورد دانيال إلى منزلته وقال أهل الرواية الأولى كان هذا بعدما عبر له دانيال رؤياه. رجعنا إلى الرواية الأولى فلما قال دانيال إنك رأيت صنما عظيما رجلاه في الأرض ورأسه في السماء أعلاه من ذهب وعنقه من فضة ووسطه من تحاس ورجلاه من حديد وقدماه من فخار فبينما آنت تنظر إليه إذ جاءه حجر من السماء على رأسه فدمغه وكسره واختلط جميع جواهر بدنه حتى ظننت لو اجتمع الجن والانس على تمييز بعضه من بعض لم يقدروا عليه وهبت ريح فأذرته وجعل الحجر الذي كسره يربو ويعظم حتى ملأ الأرض كلها فصرت لا ترى إلا السماء وذلك الحجر قال بخت نصر صدقت هو الذي رأيت فما تأويلها قال دانيال: أما الصنم فمثل الزمان والملك وأما رأسه من الذهب فملكك الحسن وأما عنقه من فضة فمثل ابنك بعدك وأما وسطه من نحاس فملك آخرين بعده وأما الحديد فملك فارس يكون أشد ممن قبلهم وأما الفخار فإنه تضعف ملك فيصير كالفخارة وأما الحجر الذي جاء من السماء فدمغ الضنم فهو نبي يبعثه الله تعالى في آخر الزمان فيقهر الملوك والأديان كلها ويمحقهم ويغلبهم حتى لا يبقى لهم أثر البتة ويبقى آمره وأمته إلى يوم القيامة، قال بخت نصر: ما أعلم أحذا أعظم يذا عندي منك بما عبرت لي من رؤياي وأنا أجازيك بإحسانك، وفي رواية آخرى آن بخت نصر لما سأل أصحابه عن رؤياه فلم يقدروا على جوابه قالوا: سل بني إسرائيل الذين قد آثرتهم يعنون دانيال ومن معهم فدعاهم فسألهم فقالوا: لا تعرف تعبير ما لا يذكر لنا فإنه غيب ولا يعرف الغيب إلا الله تعالى قال بخت نصر اذهبوا بهم فاضربوا أعناقهم، فلما ذهبوا بهم قالوا: استأجلنا ثلاثة أيام فأجلهم فشرعوا في الدعاء والصلاة والتضرع إلى الله تعالى ليلهمهم رؤياه فأراهم الله تعالى ذلك في منامهم ويقال: رآها ثلاثة نفر بتعبيرها فجاؤوا إلى بخت نصر

Shafi 301