============================================================
ذكر لقمان عليه الشلام فقال له الشيخ: ما لك لا تتزوج بها وتأخذ المال؟ قال: لأن أبي قد نهاني عن ذلك؟
قال: ألم يأمرك أبوك أن لا تخالف من هو أكبر منك وأنا أشير عليك أن تتزوج بها، فتزوج بابنة الرئيس فقال له الشيخ: فإذا قيل لك ادخل عليها فلا تدخل حتى تخبرني قال: نعم، فلما أمسى جاءه من دعاه بالدخول على امرأته فأخبر ابن لقمان الشيخ فأعطاه رأس الحية الملفوف في الخرقة، وقال: إذا أتيت بمجمرة فيها نار فالق رأس الحية على النار ودخن به تحت ثياب امرأتك قبل آن تباشرها فقال: نعم، فلما دخل على امرأته دعت المرآة بجمرة وبخور فبخرته وطيبته فلما فرغت آخرج ابن لقمان رأس الحية، وقال : إني أريد أن أبخرك ببخور عندي فأخرج رأس الحية وألقاه على النار وجعله تحت ثيابها فصاحت المرآة صيحة وسقطت مغشية عليها وخرجت من قبلها دودة عظيمة ميتة ثم إنها أفاقت فرأت ذلك وأمرت أن تطرح ثم باتت عند ابن لقمان إلى الصباح فلما أصبحوا دخل الشيخ على ابن لقمان فقال لابن لقمان: ماذا رأيت؟ قال: كذا وكذا؟ قال: إن أباك نهاك عن التزوج بها لأن من تزوج بها قبلك إذا جامعها لدغته الدودة التي خرجت منها فتهلكه ولما أن سقطت الدودة منها سلمت فبارك الله لك في أهلك، وإن ابن لقمان مكث أياما ثم قال للرئيس إني أريد الخروج إلى غريم لي لأقبض حقي وأرجع فأذن لي، فأذن له فخرج ومعه الشيخ فلما بلغا الموضع الذي فيه الغريم خرج إليه ورحب به، وقال له: انزل حتى أعطيك حقك غذا فقال ابن لقمان: لا أنزل، قال له الشيخ: ولم لا تنزل وقد تعبت انزل حثى تستريح وتأحذ حقك غذا، فقال: إن والدي نهاني أن أنزل عنده وأبيت قال: وقد نهاك أيضا أن لا تخالف من هو أكبر منك وأنا أشير عليك بالنزول فنزل ابن لقمان وأضافه الرجل ضيافة حسنة وأخرج المال الذي عليه ووزنه تاما وجعله في كيسي ووضعه عند ابن لقمان وقال له: تبيت عندنا فترحل غذا بالمال وكان عادة الرجل أن ينزل من أتاه فإذا أمى وضع له سريرا على شاطىء البحر وكان قصره على ساحل البحر فإذا كان في جوف الليل جاء ومعه بعض أهله فأخذ الرجل فطرحه في البحر فأراد أن يفعل ذلك بابن لقمان وجاء بالسرير ووضعه على الساحل وجاء بسرير آخر ووضعه على باب القصر وأنام عليه ابنه، فلما هدأ الناس جاء الشيخ إلى ابن لقمان وأيقظه وقال: أعني فأعانه فرفعا السرير ووضعاه على شاطىء البحر ورفعا سرير ابن لقمان ووضعاه في موضع سرير ابن الرجل، فلما كان في جوف الليل خرج الرجل ومعه آخر حتى آتيا شاطيء البحر فرفعا النائم وهو يظن أنه ابن لقمان فطرحه في البحر ورجع فحين أصبح رأى ابن لقمان فتحير ولم يقل شييا فرحل ابن لقمان ومعه المال ورجع إلى الرئيس وأخرج معه ابنته والمال الذي أعطاه أبوها، وفي رواية أخرى أن ابن لقمان لما نزل تحت الشجرة أراد أن ينام في ظلها فقال له الشيخ لا تنم هنالك ولكن نم في الشمس ففعل ذلك وجاء فتى
Shafi 282