============================================================
ذكر سليمان عليه السلام باب في ذكر وفاة سليمان عليه السلام(1 قال أهل الأخبار إن سليمان كان له محراب يعبد الله تعالى فيه فكان غداة كل يوم تبت فيه شجرة بين يديه فسألها سليمان ما اسمك وما آنت ولأي شيء تصلحين فتجيبه بقدرة الله تعالى أن اسمي كذا وكذا وأصلح لكذا وكذا فيأخذها فإن تصلح للوضع في خزانته وضعها أو آمر أن تغرس في بستانه إلى آن نبتت ذات يوم شجرة في محرابه فسألها سليمان عن اسمها فقالت: أنا الخرنوب(1) قال: ولماذا نبت في محرابي قالت: لخراب ملكك فقال سليمان عرفت، ثم أوحى الله تعالى إليه وأخبره بأن يقيضه وأمره بالاستعداد فاستعد سليمان وأوصى بما آراد آن يوصي به آهله وولده وجميع آموره وكتب ما آراد كتابته ثم إنه دعا وقال: إللهي إني أسألك أن تخفي موتي على الجن والشياطين فيتموا الأمور التي أمرتهم بعملها ثم اغتسل ولبس ثيابا طاهرة ودخل محرابه وكان يطيل الصلاة اذا دخله فربما يقوم فيه أياما والشهر والشهرين لا يخرج منه ويقوم بأموره أمناؤه فدخل محرابه وكانت له عضا يتوكأ عليها في صلاته إذا أصابه العياء فتوكا على عصاه فقبضه الله تعالى إليه وكانت الجن والشياطين تمر وتأتي فيروه قائما وكانوا لا يجسرون على النظر في وجهه فظنوا أته قاثم يصلي قالوا: وكان لمحرابه كوة من جوانبه فكان الشيطان إذا أراد أن يتجلل عند أصحابه قال لهم: ما لي عليكم إن دخلت محرابه من جانب وخرجت من جانب فيضمنون له ما يشاء، فلما طال مقام سليمان في محرابه ولم يخرج والجن والشياطين على عملهم قال بعض عفاريتهم أنا أدخل محرابه فأمر به لعلي أقف على حاله فدخل كوة وخرج من آخرى، فلم يسمع قراءة سليمان كما كانوا يسمعونه فرجع ودخل المحراب وخرج من الجانب الآخر فلم يسمع قراءته فقال لأصحابه أظن سليمان ميثا قال (1) من أراد التفاصيل فلينظر، ابن كثير، البداية والنهاية /481.
(2) (الخرنوب: واحد نبات يتداوى به). هكذا جاء في حاشية المخطوط، وجاء أيضا: "كان سليمان نبي الله (عليه السلام) إذا صلى رأى شجرة نابتة بين يديه، فيقول لها ما اسمك؟ فتقول كذا فيقول لأي شيء أنت؟ فإن كانت لغرس غرست، وإن كانت لدواء آتبتت، فبينما هو يصلي ذات يوم إذ رأى شجرة بين يديه فقال لها: ما اسمك؟ قالت: الخرنوب، قال: لأي شيء أنت؟ قالت: لخراب هذا البيت. انظر: البداية والنهاية، ابن كثير ا/481. والخرنوب: نبات ما دامت غصنه باطلاق البطن أحرى، وإذا جفت حبست البطن مقو للمعدة، قاطع لدم الطمث إذا جرى في غير وقته، وإذا دلكت به الثآليل أذهبها والمضمضة بطبيخه تقوي الأسنان وينفع من المغص والإسهال.
يوسف بن عمر بن رسول الفساني صاحب اليمن المتوفى سنة 194ف، المعتمد في الأدوية المفردة، ححه الأستاذ بجامعة فؤاد، مصطفى السقا ط 3، دار المعرفة بيروت . لينان 1395 ه2 1975 م، ص 119.
Shafi 276