251

============================================================

باب في ذكر سليمان عليه السلام(1) ذكر أصحاب الأخبار والتفسير أن داود لما تزوج امرأة أوريا ولدت له سليمان بعدما تاب الله تعالى عليه غلاما طاهرا نقيا فهيما عاقلا، وكان من أجمل الناس وأتمهم جسما فبلغ مبلغ أبيه حتى كان داود يشاوره في آموره وهو صبي بعد ويدخله في حكمه وكان أول ما عرف من عقله وتفرس فيه النبوة أن امرأة من بني إسرائيل كانت كسبت جمالا جاءت إلى قاضي داود وكان قد نصب داود قاضيا يقضي بين الناس، فإذا أشكل عليه أمر رجع إلى داود فلما أتته المرأة في خصومة كانت لها نظر إليها القاضي فأعجبته فأرسل إليها بعد ذلك يخطبها ليحكم لها على خصمها فقالت المرأة: إني لا أريد التزويج قال: فراودها على القبيح فقالت: إني من القبيح أبعد ثم إن المرأة أتت في خصومتها إلى صاحب شرط دواد فأصابها مثل ما أصابها من القاضي فصارت إلى صاحب السوق فكان حالها معه كحالها مع الأولين فصارت إلى صاحب داود فكان أمرها معه مثل الذي من قبل فتركت المرأة حقها ولزمت بيتها فبينما القاضي وصاحب الشرط وصاحب السوق أي صاحب داود جلوسا يوما في مجلس لهم، إذ وقع ذكر تلك المرأة فتصادق القوم بينهم وذكر كل واحد منهم إعجابه بها وامتناعها عليه فقال بعضهم: وما يمنعكم آن تعملوا في هلاكها حتى تستريحوا منها، فاجتمع رأيهم على أن يشهدوا عليها أن لها كلبا ترسله على نفسها، فينال منها ما ينال الرجل من المرأة ثم دخلوا على داود وأخبروه بأمر المرأة وقالوا إنا لم نصدق آمرها حتى دخلنا موضعا رآها منه وأنها حلت كلبها واضطجعت له وأرسلته على نفسها حتى فعل بها ما يفعل الرجل بالمرأة قال فأمر داود برجمها، قال المصنف لعل في شريعتهم كان يجب الرجم بذلك فأما في شريعتنا فلا يلزم الرجم بفعل الناس بالبهائم وبفعل البهائم بالناس ولا يفعل غير العقلاء البالغين، فلما أمر داود برجمها سمع سليمان ذلك فخرج من عند آبيه وعنده غلمان يلعبون معه وهو أيضا غلام مترعرع (1) من أراد زيادة قي التفاصيل عن نبي الله سليمان (عليه السلام) عليه الرجوع إلى الطبري، تأريخ الرسل والملوك 486/1 - 488، وابن كثير، البداية والنهاية 466/1 وما بعدها.

Shafi 251