============================================================
ذكر موسى عليه الشلام الحجر وانقلب عليه الحجر فصار عليه مثل القبة كيلا يحترق من نور التجلي ولا يهلك، قال بعض الناس كانت صعقته صعقة موت وإنه مات ثم أحياه الله تعالى وقال آخرون بل صعق غشيان وإنه غشي عليه ثم أفاق قال الله تعالى فلما أفاق} [الأعراف: الآية 143] ولم يقل ولما عاش وقوله عز وجل: جعلة دكا} (الأعراف: الآية 143] أي صار مدكوكا قال أهل الأخبار صار مثل الرمل فاستوى في الأرض وقيل صار قطعا قطعا ويروى أن الجبل صار ثلاثة أثلاي فثلث منه شاخ في الأرض وثلث منه تفتت وثلث منه تفرق في الهواء وانبث قال ومنه هذا الذي يرى في الشمس إذا طلعت من الكوة قال: وبعث الله تعالى جبرائيل عليه السلام فرفع الحجر عن موسى فقام وهو يسبح الله تعالى ويقول: سبكنك تبت إلئلك وأنا أول المؤمني) (الأعراف: الآية 143]) أي أول من آمن بك إنك لا ترى في الدنيا وقد ذكرنا السؤالات والاحتجاجات والفوائد والإشكالات في هذه الآية في معاني سورة الأعراف: باب في ذكر إعطاء الله تعالى موسى الكتاب(1 قال الله تعالى : إنى أضطفيئلك على الناس يرسلكتى ويكلنى فغذ ما ماتيتلك وكن تب الشكرين} (الأعراف: الآية 144]، وكتبنا لهر فى الألواع من كل شىء موعظة وتفصيلا لكل شيو} (الأعراف: الآية 145) قال إن الله تعالى بعث جبرائيل حتى قطع من شجرة الجنة شجرة واتخذ منها تسعة ألواح ويقال سبعة من زمردة خضراء طول كل لوح عشرة أذرع بذراع موسى، وكذلك عرضه وكتب له فيها ما أراد من العلم والأحكام قال بعض الناس إن الله تعالى كتب له فيها التوراة سوى ما كتب له في الألواح والله أعلم. وقال له: فخذها يقوة وأمر قومك بأندوا بأخسنها} [الأعراف : الآية 145] وروي عن كعب الأحبار لما أعطاه الله تعالى الألواح وأراد أن يرجع قال: يا رب أقريب أنت فأناجيك أم بعيد أنت فأناديك قال له ربه أنا جليس من ذكرني قال معنى أقريب أنت أراد هنا أي أحب إليك المناجاة كما يناجى القريب أم المناداة كما ينادى البعيد ثم قال الله تعالى له: يا موسى إن أردت أن أقربك يوم القيامة فلا تنهر السائل ولا تقهر اليتيم وجالس الضعفاء والمساكين وارحمهم وحب الفقراء ولا تفرح بكثرة المال فإنه مفسدة وكن لليتيم كالأب الرحيم وللأرملة كالزوج العطوف يا موسى اسمع ما أقول لك واحفظه، وأمر بني إسرائيل بذلك وأمرهم أن يتبعوا النبي الذي يأتي بعدك راكب الحمار واسمه الروح الذي يولد من (1) انظر تفاصيل هذا الباب في القرطبي: الجامع لأحكام القرآن 177/4، ابن كثير - البداية والنهاية 1/
Shafi 201