============================================================
ذكر موسى عليه الشلام السماء فقال لهم فرعون: أما أنتم فقد استوجبتم القتل بما أمرتموني فأظهرت للناس وجهي وفرقت في الناس أموالي بلا فائدة، فقالوا: أخرنا أيها الملك إلى ولادته فإنه لا يخفى علينا، فإذا ولد أخبرناك فتأخذه وتقتله فأخر أمرهم قال: فإن آم موسى لما حملت لم يتغير لونها ولا ظهر بطنها ولا ثديها ولا شيء من أحوالها فلم يتعرض لها متعرض، وذلك أنه لما صح أن أم المولود حبلت به أمر فرعون بقتل الغلمان وترك الجواري، ووكل بكل عشر نسوة من بني إسرائيل امرأة من القبط يحفظهن فإذا ولدت منهن امرأة نظرن فإن كان غلاما قتل وإن كانت أنثى تركت فذلك قوله تعالى: يديحون أبناءكم ويستخيون نساءكم} [البقرة: الآية 49] فأما أم موسى لم يكن عليها موكل ليعلم بحالها وذلك من صنع الله تعالى لبني إسرائيل لما أراد نجاتهم وثريد أن نين على الذي أشتضعفوا في الأرض وتخعلهم أيتة وتمخعلهم الوارثيب ولسكن لملم فى الأرض ورى فرعوب وهدمكن وجنودهما منهم ما كانوا يحذروب [القصص: الآيتان 5، 6] قالوا حتى ولدت أم موسى فلما ولدت أبصر المنجمون نجمه يزهو فأخبروا فرعون وقالوا: يا سيدنا قد ولد ذلك المولود فلما سمع فرعون طارت روحه وطاش عقله وقال لهم: فما الحيلة حتى نأخذه؟ فقالوا: أخرج منبرك إلى المكان الأول وناد في الناس أن لا يبقى امرأة حبلى ولدت ولذا من بني إسرائيل منذ شهر إلا جاءت به الملك فإنه يريد أن يكرمهن كما أكرم أزواجهن فإنهن إذا سمعن بذلك طمعن فإذا جثنك بأو لادهن فأمر بأخذهن ثم اقتل الذكور واترك الإناث، ففعل فرعون ما أمروا به، فاجتمع عنده نساء من بني إسرائيل بأولادهن فأخذ منهن أولادهن فذبح الغلمان وترك الجواري قال وهب: بلغني أنه قتل يومئذ في طلب موسى سبعين آلف وليد وعن الزهري(1) أنه قال: ولد في الشهر الذي ولد فيه موسى بن عمران عشرون ألف ولد كلهم إناث إلا واحذا وقتل بموسى وخلص الله موسى، ثم وكل فرعون بعد ذلك بنساء بني إسرائيل أمناة من عنده وجمع القوابل كلهن أن لا يسقطن على الأرض ولذا ذكرا إلا قتلنه وأمر أمناءه أن يفتشوا عن أمر القوابل فإن كتمن شيئا قتلن، وعن مجاهد أنه قال: أمر فرعون القوابل حتى جعلن يجمعن الحبالى ثم يأمر بشق القصب فيجعلن السكاكين في القصب ثم يجلس الحبالى عليها حتى تسقطن الأولاد من شدة ذلك، قال وهب: ولما أشرع فرعون في قتل أولاد بني إسرائيل لطلب موسى، اجتمع عظماء قومه وتشاوروا فقالوا: إنا نرى بذبح صغار بني إسرائيل وتموت (1) الزهري: آير مصعب أحمد بن أبي بكر بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني الفقيه قاضي المدينة، وكان فقيه أهل المدينة بلا منازع مات سنة 242 ه، السيوطي، طبقات الحفاظ ص
Shafi 157