145

============================================================

ذكر أيوب عليه الشلام ذلك فقال لعن الله من علمك هذا والله لثن عوفيت لأجلدنك مائة جلدة عقوبة لك فذلك قوله تعالى: ونذ بيدك ضفثا فأضرب بو ولا تحنث} (ص: الآية 44] فعند ذلك دعا فقال مسنى الضر [الأنبياء: الآية 83] وفي رواية أخرى أن أيوب اشتهى إداما من لحم ولبن فلم تجد امرأته ذلك حتى باعت قرنا من قرون رأسها فضجر أيوب وقال إلهي جعلتني أعيش بثمن شعر امرأتي فذلك قوله تعالى مسنى الضر} (الأنبياء: الآية 83] وفي رواية أخرى أن امرأته كانت تعمل للناس فتأخذ ما تنفقه على أيوب فعملت يوما في بيت امرأة من أشراف قريتها وكانت امرأة أيوب كثيرة الشعر طويلة، فلما طلبت أجرتها منعت تلك المرأة أجرتها وقالت: لا أعطيك إلا أن تعطيني نصف شعرك فلم تجد بذا من ذلك، وخشيت أن لا تجد شيئا تطعمه لأيوب فلما أعطتها ذلك ذهب ابليس إلى أيوب على هيئة بعض أصدقائه وقال له: أعلمت أن امرأتك أخذت على فاحشة وقطعت شعرها، فلما عادت امرأته إليه وكان أيوب يتعلق بشعرها إذا أراد القيام قال لها: أريني شعرك فإني أريد القيام فأرته النصف الباقي من شعرها، فقال: أريني الجانب الآخر فأرته فلما رأى ذلك ظن أن ما قاله إبليس كان حقا فضجر وأقسم لثن عوفيت لأجلدنك مائة جلدة، فأوحى الله تعالى إليه أن عدوي كذب فيما قال وأن امرأتك طاهرة بريثة فعند ذلك قال: مسنى الشيطن بصي وعناب} (ص: الآية 41] وفي رواية أخرى أن إبليس تعرض لامرأته في بعض الطرق وقال لها: أنت صاحبة الرجل المبتلى؟ قالت: نعم وكان عدو الله ظهر لها في هيثة من العظم والحسن العظيمة فقال: أتدرين لماذا صار آمر زوجك إلى ما صار؟ قالت: لا، قال: أتعرفينني؟ قالت : لا، قال: أنا إله الأرض وأنا الذي صنعت بصاحبك ما صنعت لأنه عبد إلله السماء ولم يسجد لي قط ولو سجدة واحدة فغضبت لذلك، وأنه لو سجد لي سجدة واحدة لرددت عليه جميع ما آخذت منه ولعافيته من بلائه، ثم قال لها: انظري إلى هذا الوادي فنظر فخيل لها مثل أولادها وخدمها ومواشيها وأموالها وقال: هذه كلها عندي أردها عليه، وقال لها أن يطعم ولا يذكر اسم إلله السماء عليه حتى أرضى عنه، فجاءت إلى أيوب فأخبرته بما قال لها فقال أيوب: أتاك عدو الله ليفتنك عن دينك وحلف بالله لئن عفاه الله ليضربنها مائة جلدة ودعا وقال: مسنى الشيطن بنصي وعذاب (ص: الآية 41] ويقال: لا بل أتاها إبليس في طريقها على هيئة طبيب معه معاليق وأجربة وأوعية فيها الأدوية فقال لها: إني سمعت بأن لك مبتلى من حاله كذا وكذا، قالت: بلى، قال: فإني أعرف شفاءه ودواءه قالت: وما ذلك؟ قال: إني أعالجه حتى يبرأ من علته لكن على شريطة واحدة قالت: وما هي؟ قال: إذا برىء لا يذكر الشفاء إلا مني لا من غيري، فلم تعرف المرأة مراده وجاءت إلى أيوب فأخبرته بخبر الطبيب

Shafi 145