============================================================
ذكر يوسف عليه الشلام على النبوة قالوا: فأقام يعقوب بمصر بعد موافاته بأهله وولده أربعا وعشرين سنة بأغبط حال وأهنأ عيش وأتم راحة وأدوم سلامة ثم حضرته الوفاة فلما احتضر جمع بنيه وقال: {ما تعبدون من بعدى قالوا نعبد إللهك وإلنه ءابآيك إيرهعم وإشملعيل وإنسكق} [البقرة: الآية 133]، ثم قال: يبنى إن الله اضطفى لكم الدين فلا تموين إلا وأنشر تسلمون} [البقرة: الآية 132]، ثم إنه أوصى إلى يوسف أن يحمل جسده إلى الأرض المقدسة حتى يدفنه عند أبيه إسحلق وجده إبراهيم ففعل ذلك، ونقله إلى بيت المقدس في تابوت من ساج وخرج معه يوسف في عسكره وإخوته وعظماء أهل مصر ووافق ذلك يوم وفاة عيص فدفنا في يوم واحد وكان عمرهما جميعا مائة سنة وسبعا وأربعين سنة لأنهما ولدا في بطن واحد وقبرا في قبر واحد، قال: فلما جمع الله ليوسف شمله وأقر له عينه وأتم له تفسير رؤياه وكان موسعا عليه في ملك الدنيا ونعيمها وعلم أن ذلك لا يدوم له وأنه لا بد من فراقه فأراد نعيم الجتة إذ هو أفضل منه فتاقت نفسه إلى الجنة فتمنى الموت ودعا به، ولم يتمن نبي قبله ولا بعده الموت فقال: رب قد ءاتيتنى من الملك وعلنتنى من تأويل الأحاديث} (يوسف: الآية 101] الآية، وروي أن يوسف لما حضرته الوفاة جمع إليه قومه من بني إسرائيل وهم ثمانون رجلا وأعلمهم بحضور أجله ونزول أمر الله تعالى به فقالوا: يا نبي الله نحب أن تعرفنا كيف تتصرف الأحوال بنا بعد خروجك من بين أظهرنا وإلى ما يؤول إليه أمرنا وديننا وملتنا، فقال لهم: إن أمركم يستقيم على ما آنتم عليه وتستقيمون على دينكم إلى أن يبعث رجل جبار عات من القبط يدعي الربوبية فيقهركم ويذبح أبناءكم ويستحي نساءكم ويسومكم سوء العذاب فتمتد أيامه مدة مديدة ثم يخرج من بني إسرائيل من ولد لاويي بن يعقوب رجل اسمه موسى بن عمران رجل طوال جعد الشعر آدم اللون فينجيكم الله من آيدي القبط على يده قال: فجعل كل من بني إسرائيل يسمي ابنه عمران ويسمي عمران ابنه موسى،-قال: وكان ليوسف ديك وكان عمره خمسمائة سنة، فقال لهم يوسف: إنه يستقيم أمركم ما دام يصرخ فيكم هذا الديك فإذا ولد هذا الجبار يسكن فلا يصرخ مدة ولايته حتى إذا انقضت مدة ولايته وأذن الله تعالى بمولد هذا النبي فيصرخ هذا الديك ويعود إلى صراخه ويكون ذلك علامة انقضاء ملك الجبار وظهور نبي الله في الأرض فما زالوا يراعون الحال إلى أن سكن صراخ الديك فوجموا له واكتأبوا وأيقنوا بوهي أركان دينهم وإظلال ما آذنهم به يوسف من مولد الجبار، واعتزلوا لذلك واجمين إلى أن صرخ ذلك الديك فاستبشروا وتصدقوا وفرحوا واستيقنوا بالفرج والراحة، ثم مات يوسف عليه السلام وكان قد أوصى إلى أخيه يهوذا واستخلفه على بني إسرائيل فتوفاه الله طيبا طاهرا ودفن في النيل في صندوق من رخام، وذلك أنه لما مات تشاح الناس عليه كل يحب أن يدفن في محلتهم لما يرجون من بركته حتى هموا بالقتال فرأوا أن يدفن في
Shafi 140