Tarihin Adabin Larabawa
تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين
Mai Buga Littafi
دار المشرق
Bugun
الثالثة
Inda aka buga
بيروت
Nau'ikan
ونصبتَ يا داودُ أحكامًا بها ... ظهر اليقينُ وزالتِ الأوهامُ
فينا لك الذكرُ الجميل مخلَّدًا ... هو في الحديث بداءةٌ وختامُ
وقال مهنئًا أحد الرهبان اليسوعيين في عيده فافتتح كلامه بهذه الأبيات:
المرءُ يُعْرفُ في جميل خصالهِ ... ويعزُّ عند مقالهِ وفعالهِ
والشهمُ من نال العُلى في جدّهِ ... حتى غدا الراقون دون منالهِ
ويشيد صرحَ الخير في طلب العُلى ... كي يدرك الأفلاك في أعمالهِ
فيرى اتقاء الله خيرًا يرتجى ... يومًا ويشفي قلبهُ بزُلالهِ
ويميل من كل الأنام تعفُّفًا ... ويرى بحب الله راحة بالهِ
ولد قصائد في أماثل الرجال وكبار الأمراء الذين قدموا بيروت ومدح إمبراطور النسما ووليي عهد ألمانية وإنكلترة وسمو الخديوي إسماعيل باشا فاستحق بذلك بعض الامتيازات الشرفية لكنه توفي خاملًا السنة ١٨٩٥.
سليم جدي
وفي السنة ١٨٩٥ عينها انتقل في ربيع عمره شاب أديب قصفته المنون غصنًا يافعًا نريد به سليم بن نصر الله جدي من أسرة جدي المعروفة بفضلها في بيروت. كان مولده نحو السنة ١٨٧٠ وتخرج في الآداب والعلوم في كليتنا. وقد عرفناه حق المعرفة إذ كنا ندرسه العربية وكان في مدرستنا مع المرحوم نجيب حبيقه صاحب الفارس الأسود فعهدناهما طالبين يتلهبان شوقا إلى خدمة الأوطان فيجريان مذ ذاك في ميدان الآداب كخيل الرهان ولكليهما مآثر نثرية وشعرية لدينا منها أشياء متفرقة والبعض منها قد نشر بالطبع كعدة قصائد وروايات. وكأن دار الآخرة حسدت الوطن على فضلهما فأشربتهما كأس المنون المرّة عاجلًا. إلا أن نجيبًا عاش بعد قرينه عشر سنوات وسيأتي ذكره مع أدباء القرن العشرين. ولسليم جدي رثاء في الشيخ خليل اليازجي صح فيه فكأنه سبق ورثى نفسه بقوله:
لك بين الأنام ديوانُ شعرٍ ... بمعانيهِ حرَّك الجلمودا
تلك بانت العصر مبتكراتٍ ... ومن المجد ألبستك برودا
لو درى الموت أن ذلك درٌ ... المعاني نظمتَ منه عقودا
ما أصابت سهامه لك قلبًا ... كان قبل اللسان ينشي القصيدا
1 / 281