دُهيتُ برُزْء لا يُطاق عناؤهُ ... وكرْبٍ وحزنٍ ما لغايتهِ حدُ
وهي طويلة ومن لطيف ما قاله فيه الشاعر نقولا الترك وقد ضمن فيه اسمه عُمَر:
شمس العلوم تبدَّى ... نورًا إلى كلّ راء
مقرُّها ضمن ميمٍ ... ما بين عين وراء
أما تآليف السيد عمر اليافي فأخصها ديوانه وبعض مخاطبات ألحقت بديوانه (ص٢٤١ - ٢٨٤) وقد عني بطبع هذه الآثار حفيده السيد عبد الكريم بن محمد أبي نصر في المطبعة العلمية سنة ١٣١١هـ (١٨٩٣م) وهو مجموع واسع فيه قصائد متعددة دينية على منهج المتصوفين وكان السيد على الطريقة الخاوتية وله في هذه الطرائق عدة رسائل منها رسالة في الطريقة النقشبندية رسالة في معنى التصوف والصوفي وغير ذلك. ومن أدبياته رسالة له في الحض على بر الوالدين. أما شعره فهو رقيق اللفظ رشيق المعنى كثير التفنن فيه قسم للموشحات والأدوار الغنائية والخمريات وهانحن نورد منه طرفًا تنويهًا بفضله. قال في الاعتصام والثقة بالله:
أنا بالله اعتصامي ... لا أرى في ذاك شكًا
راجيًا فيهِ نوالا ... ورشادًا ليس يُحكى
موقنًا أن لا سواه كاشفٌ ضرًا وضنكًا
لم أزل لله عبدًا ... وبهذا أتزكَّى
وله مستغيثًا مبتهلًا من قصيدة:
إلهي الهي ليس آلاءك يُرتجي ... وحقكَ ما وافيتُ غيركَ راجيًا
ومن ذا الذي أشكو لهُ سوء فاقتي ... ويعلم قبل المشتكي سوءً حاليا
لقد دكَّ دهري طود قصري فأصبحت ... منازل قصري بالخطوب خواليا
وفوَّقَ لي الخطبُ المبرح أسهمًا ... من الوجد والتبريح فيها رمانيا
وشنَّ لي الغارات تعدو وقد غدت ... علي بعادي الجور تعدو العواديا
فيا ربّ ما للعبدِ في الدهر ملتجىً ... سواكَ فإني بالتضرع لاجيا
تداركْ بألطافٍ وأسعفه بالمنى ... وحققْ له فضلًا لديك الأمانيا
ومن جيد قوله ما كتبه في بر الوالدين:
كم جرَّ برُّ الوالدَي ... ن فوائدًا للمرء جمَّهْ
منها رضا الله الذي ... يكفي الفتى ما قد أهمَّهْ
وأخو العقوق كميّت ... قد صار في الأحياءِ رُمهْ
والكلبُ أحسنُ حالةً ... منهُ وأحفظُ منهُ ذمَّهْ
1 / 28