إلى موت نابليون سنة ١٨٢١ في نحو ٤٥٠ صفحة كتبهُ بإنصاف وحُسن ذوق مع تعريف أسباب الحوادث وسوابقها ولواحقها والحكم في جيّدها وسيّئها. وهذا الكتاب قد طُبع نصفهُ الأوَّل في باريس سنة ١٨٣٩ بهمَّة المسيو ديغرانج (M. Desgranges) الذي نقلهُ إلى الفرنساويَّة وألحقهُ بعدَّة ملحوظات وهو يحتوي تاريخ نابليون إلى آخر بعثة مصر سنة ١٨٠١. أمّا النصف الثاني فلا يزال مخطوطًا. ولنيقولا الترك تاريخٌ آخر ضمَّنهُ أخبار أحمد باشا الجزّار منهُ في مكتبتنا الشرقية نسخة في ١٢٦ صفحة وهو غاية في الإفادة لتعريف أحوال الشام من السنة ١١٨٥ إلى السنة ١٢٢٥ (١٧٧١ - ١٨١٠) وإنشاء الكاتب بسيط مطبوع خالٍ من التعقيد والنقير كما يليق بالتاريخ.
والغالب على ظننا أنّ المعلم نيقولا الترك هو مؤلف تاريخيين آخرين لم يُذكر اسم كاتبهما فالأوَّل هو (مجموع حوادث الحرب الواقع بين الفرنسويَّة والنمساويَّة في أواخر سنة ١٨٠٥ مسيحية الموافقة لها سنة ١٢٢٠ لتاريخ الهجرة) وهو تاريخ واسع في ٣٠٦ صفحات من قطع الربع طبع في باريس سنة ١٨٠٧ وصفت فيه وقائع تلك الحرب التي انتهت بانتصار نابوليون في استرلتس. والتاريخ الثاني من مخطوطات مكتبة باريس العمومية (Fonds arabe. n ١٨٦٤) اسمه (نزهة الزمان في حوادث لبنان) في ١٤٨ صفحة يحتوي تاريخ الأمراء الشهابيين منذ أول قدومهم من الحجاز إلى حوران ثم إلى لبنان مع تفصيل أخبارهم إلى أيام الأمير بشير الشهابي ونهايته بالحوادث التي جرت سنة ١٢٠٥ (١٧٩٠) .
ويلحق بهذا التاريخ تاريخ آخر بأحد الموارنة كتبه مؤلفه (أنطونيوس ابن الشيخ أبي خطار الشدياق من بيت الحاج عبد النور قرية عين طورين في جبة بشراي من أعمال طرابلس) سنة ١٨١٩ دعاه (مختصر تاريخ لبنان) وهو كتاب في ١٥٠ صفحة ضمنه المؤلف عدة أمور تاريخية دينية ومدنية على غير ترتيب كما حضرته أو كما اقتطفها من تواريخ أخرى أو سمعها من أهل زمانه منها فصلٌ واسع نقلناه عنه في المشرق (٤ (١٩٠١): ٧٦٩، ٨٢٠) عن أصل الأمراء والشيوخ في لبنان.
ومما كتب في هذا العهد من الأسفار رحلة لأحد الحلبيين (فتح الله ولد أنطون ابن الصائغ اللاتيني) التي زعم أنه رحل في خدمة أحد الأجانب أسمه تيودور لسكاريس في أواخر سنة ١٨١٠ من حلب إلى أنحاء الشام فجهات العرب وقد وصف
1 / 24