224

Tarihin Adabin Larabawa

تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين

Mai Buga Littafi

دار المشرق

Lambar Fassara

الثالثة

Inda aka buga

بيروت

Nau'ikan

شمائلهُ لو قُسّمت في زماننا ... على الناس لازدانوا بها وتجمَّلوا
فقدنا محياهُ ولكنَّ بيننا ... بديع مزاياهُ بها نتمثَّلُ
وقال يمدح السلطان عبد العزيز في عيد جلوسه سنة ١٢٩٠:
دَعْ ذكرى كسرى وقصَرْ إن أردت ثنا ... عن قيصر الروم حيث النفعُ مفقودُ
وأشرحْ مآثر من سارت بسيرتهِ ... ركائبُ المجد تحدوها الصناديدْ
مولى الملوك الذي من يُمن دولتهِ ... ظلُّ العدالةِ في الآفاقِ ممدودُ
عبدُ العزيز الذي آثارهُ حُمدت ... أبُ الألى جدُّهم في المجد محمودُ
أجاد نظم أمور الملك في نسقٍ ... لا يعتريهِ مدى الأزمان تبديدُ
وشاد فوق العلى أركانهُ فغدا ... له على هامةِ الجوزاء تشييدُ
فلا تقسهُ بأسلافٍ له كرُمتْ ... والشبلُ من هؤلاء الأسد مولودُ
ففخرُهم عقدُ درٍ وهو واسطةٌ ... في جيد آل بني عثمانَ معقودُ
وله اللامية المشهورة قالها بعد الفتنة العرابية مستعطفًا مستصفحًا عن الجناة:
كل حال لضدَهِ ينحوَّلْ ... فالزمِ الصبرَ إذ عليهِ المعوَّلْ
يا فؤادي استرحْ فما الصبرُ إلا ... ما به مظهر القضاء تنزل
قدرٌ غالبُ وسرُّ الحفايا ... فوق عقل الأريب مهما تكمَّلْ
رُب ساعٍ لحتفهِ وهو مَّمن ... ظنَّ بالسعي العلى يتوصَّلْ
السيد عبد الله نديم
هو كاتب بليغ نبغ في مصر وسعى في تحرير وطنه فأنشأ عدة جرائد سياسية كان يزرع فيها بذور آماله وينهض همم مواطنيه حتى لقب بخطيب الشرق. ولما ثارت الفتنة العرابية نفي من وطنه ثم صفح عنه وبعد قليل اضطر إلى مغادرة بلاده فتوجه إلى الآستانة ونال الحظوة لدى السلطان وما لبث أن توفي في القسطنطينية سنة ١٣١٤هـ. وكان مولده بالإسكندرية سنة ١٢٦١ (١٨٤٤ - ١٨٩٦) .
وكان عبد النديم خطيبًا لسنًا متوقد الذهن صافي القريحة شديد العارضة متفننًا في الكتابة نظمًا ونثرًا له ثلاثة دواوين كبيرة ورسائل وتآليف لغوية وأدبية طبع منها قسم في كتاب سلافة النديم في منتخبات السيد عبد الله نديم وهو في نثره سهل

1 / 225