Tarihin Adabin Larabawa
تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين
Mai Buga Littafi
دار المشرق
Lambar Fassara
الثالثة
Inda aka buga
بيروت
Nau'ikan
ما كلُّ من رامَ نظم الشعر يدركُه ... ولا الذي رام يفدي الناس يفديها
ليس الذي عاش أيّامًا مطولةً ... بل الذي عركَ الأيام يدريها
بين الحيوة وكلِّ الناس معركةٌ ... بالحظّ والبؤس تفنينا ونفنيها
وكان مولد هذا الشاعر سنة ١٨٥١ ووفاته في كانون من السنة ١٨٧٧. أما أخباره فقد تخفينا في السؤال عنها فلم نحصل على شيء منها. وكذلك لم نقف على أخبار كاتب آخر تلوح من آثاره لوائح النجابة والذكاء نريد المرحوم (قيصر أبيلا) . ومن العجب أن الذين أفادونا عن تاريخ بيت أبيلا (المشرق ٦ (١٩٠٣): ٦٥٤) لم يتعرضوا الذكر قيصر. وقد كنا عثرنا له على قصيدة دينية حسنة النظم فأثبتنا النظم فأثبتناها في مجلتنا (٧ (١٩٠٤): ٢٥٦) وهي عبارة عن مفاوضة غاية في الرقة بين الله والخاطئ أولها:
يدعوك رُّبك أيها المتمرّدُ ... حتى مَ في الليل المعاصي تَرقدُ
فأجبْ نداهُ وأعتصم بحبالهِ ... فهو المجيرُ وغيرهُ لا يَعضدُ
وله غير ذلك من الآثار منها نبذ في مواد علمية وصناعية وأدبية نشرها في مجلة النحلة سنة ١٨٧٠ (ص ٢٢، ٣٦، ٥٢ الخ) . توفي قيصر في شرخ شبابه في صيداء سنة ١٨٧٣ فأرخ وفاته نقولا أفندي النقاش:
قد غبت يا بدرًا منيرًا بالثرا ... وغدا الظلامُ مخيّمًا فوق الورى
وكسوت أبيلا كساءَ تفجعٍ ... حاشاهُ أن يغني وان يتغَّيرا
رفقًا بأدمع والهِ يا آلهُ ... وتصَّبروا فكفاكُم ما قد جرى
أين القياصرة المعظمُ قدرُهم ... فالكل ساروا والبقاءُ تعذَّرا
ونعم فقدتم قيصرًا لكنما ... أَرَخْ غدا بالله قيصرُ قيصرا (١٨٧٣)
ومن شعر قيصر أبيلا قوله في وصف الدنيا ونكباتها:
ذر الدَّهرَ فالأَّيام فاسخةُ العقدِ ... وناشرة البلوى وطاوية العهدِ
وما هذه الدنيا سوى دارِ ذلَّةٍ ... وفيها يجولُ المرءُ في الهمّ والكدّ
نروم بها طول البقاء ودونهُ ... سيوفُ القضا بالفتك ماضيةُ الحدّ
1 / 181