الإنكليز في الشرقيات في خاتمة القرن الثامن عشر كرليل (J. P. carlyle) (١٧٥٩ - ١٨٠٤) ساح في بلاد الشرق ثم تولى تدريس العربية في كلية كمبردج له كتاب في آداب العرب وشعرهم في الإنكليزية ونقل إلى اللاتينية قسمًا من مورد اللطافة لجمال الدين ابن تغري بردي. وكذلك اشتهر معاصره يوسف ويت (J. White) (١٧٤٦ - ١٨١٤) من علماء أوكسفرد الذي نشر لأول مرة كتاب عبد اللطيف البغدادي في الأمور المشاهدة بمصر سنة ١٧٨٩ ثم نقله إلى اللاتينية سنة ١٨٠٠ وله غير ذلك.
أما الهولنديون فكانوا في ذلك العهد يمشون في درس العربية على آثار أسلافهم الأفاضل كغوليوس (Golius) (١٥٩٦ - ١٦٦٧) واربنيوس (Erpenius) (١٥٨٤ - ١٦٢٤) وشولتنس (A. Shultens) (١٦٨٦ - ١٧٥٠) وابنه جان جاك (J. J. Shultens) (١٧١٦ - ١٧٧٨) وكلهم من المبرزين جعلوا مدينة ليدن كمنار الآداب الشرقية وأبرزوا في مطبعتها المؤلفات العديدة التي أصبحت اليوم عزيزة الوجود يتزاحم العلماء في اقتنائها كتاريخ جرجس ابن المكين المعروف بابن العميد وسيرة صلاح الدين الأيوبي لابن شدّاد وتاريخ تيمورلنك لابن عربشاه وأمثال الميداني ومطبوعات أخرى جليلة. وممن اشتهروا من الهولنديين في أواخر القرن الثامن عشر هيتسما (A. Haitsma) نشر سنة ١٧٧٣ مقصورة ابن دريد ونقلها إلى اللاتينية وذيّلها بالحواشي. ومنهم شيد (J. Sheid) (١٧٤٢ - ١٧٩٥) نقل صحاح الجوهري إلى اللاتينية وألف كتابًا في أصول العربية ونشر منتخبات أدبية شتى.
وبرز بين النمساويين في نهاية القرن الثامن عشر في درس الآثار الشرقية فرنسوا دي دومباي (E. de. Dombay) (١٧٥٦ - ١٨١٠) نشر تاريخًا للعرب وقسمًا من أمثال الميداني مع ترجمتها اللاتينية (١٨٠٥) ثم انقطع إلى درس أحوال مراكش فأبرز عدة آثار مختصة بتلك البلاد كتاريخ ابن أبي زرعة ونقود مراكش وغير ذلك. وأصاب الكاهن جان ياهن (J. Jahn) (١٧٥٠ - ١٨١٦) شهرة في تدريس اللغات الشرقية في فينة وله من التآليف غراماطيق عربي ومعجم عربي لاتيني ومجان أدبية.
وكان الدنيمركيون أيضًا قد وجهوا بأنظارهم إلى الشرق فاشتهر منهم في آخر
1 / 16