Tarihin Adabin Larabawa
تاريخ آداب العرب
Mai Buga Littafi
دار الكتاب العربي
Lambar Fassara
-
١ ورواة الأدب هم الذين جعلوا غريب الحديث علمًا وخصوه بالتدوين، وأول من فعل ذلك منهم أبو عبيدة معمر بن المثنى المتوفى سنة ٢١١هـ وقد ناهز المائة؛ فإنه جمع من ألفاظ غريب الحديث والأثر كتابًا صغيرًا ذا أوراق معدودة، لبقية من المعرفة كانت في الناس يومئذ؛ ولأنه مبتدئ مثالًا جديدًا؛ ثم جمع النضر بن شميل المتوفى سنة ٢٠٤هـ كتابًا أكبر من ذاك شرح فيه وبسط، ثم الأصمعي المتوفى سنة ٢١٣هـ، ثم قطرب المتوفى سنة ٢٠٦هـ، ثم وضع أبو عبيدة القاسم بن سلام المتوفى سنة ٢٢٤هـ كتابه الذي قرر به هذا الفن، جمعه في أربعين سنة وكان خلاصة عمره؛ لأنه تتبع الأحاديث وآثار الصحابة والتابعين فجمع منها ما احتاج إلى بيانه بطرق أسانيدها وحفظ رواتها، ثم تعقبه ابن قتيبة المتوفى سنة ٢٧٦هـ فتتبع ما أغفله في كتاب ذي مجلدات عدة؛ وتتابع أهل اللغة بعد ذلك على التصنيف في هذا الفن مما لا محل لبسطه في هذا الموضع. ٢ رأينا في كثير من الكتب أن أبا عمرو بن العلاء روى عامة أخباره عن أعراب قد أدركوا الجاهلية؛ وذلك خطأ ركبه النساخ، والصواب أنه روى عن أعراب قد أدركوا أعراب الجاهلية؛ لأن أبا عمرو ولد سنة ٧٠هـ وتوفي سنة ١٥٩هـ على الأكثر في التاريخين، وكان لا يأخذ إلا عن العرب؛ قال الأصمعي: جلست إليه عشر حجج ما سمعته يحتج ببيت إسلامي.
1 / 188