Tarihin Adabin Larabawa
تاريخ آداب العرب
Mai Buga Littafi
دار الكتاب العربي
Lambar Fassara
-
١ وكان منهم من يتوهم موضوعًا فيضع عليه ويجذبه إليه طبعه، كقول بعضهم: سؤق، في سوق جمع ساق، ومؤق، في مؤق العين؛ وتعليله عند النحاة أن يتوهم أن الضمة التي قبل الواو واقعة على الواو نفسها، ولذلك يهمزها تخلصًا من ثقل الضم ولا أصل لها في الغمز. وزعم الفارسي أن أبا حية النميري الشاعر كان يهمز كل واو ساكنة قبلها ضمة وإن لم يكن لها أصل في الهمزة؛ فيقول: المؤقدان، أي: الموقدان، ومؤسى، أي: موسى، وهكذا. وعكس ذلك قولهم أيضًا: الكماة والمراة، في الكمأة والمرأة: كأنهم توهموا فتحة الهمزة واقعة على ما قبلها، فكأنها كمأة ومرأة "بسكون الهمزة" وإذا كانت الهمزة ساكنة وما قبلها مفتوح وأريد تخفيفها قلبت ألفًا فتصير كماة ومراة كما ينطقون. وهذا التعليل -كما قال ابن سيده- من أدق النحو وأظرف اللغة. ورأينا ابن جني يعلل ذلك في "سر الصناعة" بأن الساكن إذا جاور المتحرك صارت حركته كأنها فيه. قال: ويزيد ذلك عندك وضوحًا أن من العرب من يقول في الوقف: هذا عمر وبكر "بضم الميم والكاف" ومررت بعمر وبكر "بكسر الميم والكاف" فينقل حركة الرا إلى ما قبلها؛ وهذه من اللغات التي لم نذكرها فيما تقدم؛ لأن لها في هذا الفصل مكانًا.
1 / 141