- «أنا اجعل قرواش ولدا لك وأزوجه ببعض بناتك وأقرر معه مقاسمتك على ما خلفه أبوه فى خزائنه وتكون عونا له على الحسن عمه. فانه ربما طمع فى الاستيلاء على الأمر بعد المقلد. فأنفذ الرسل إلى قرواش يحثه على المبادرة واللحاق. وصار قراد إلى الأنبار ونزل فى دار الإمارة بها وحرس الخزائن وحسم الأطماع وحضر قرواش بعد أيام واجتمعا وتقاسما على المال وتحالفا وتعاقدا على التعاضد. وقد كان قراد قبل ورود [1] قراوش أطلق للجند شيئا من ماله وارتجع عوضه بعد ذلك. فلما عرف الحسن بن المسيب ما جرى واستبداد قراوش بقراد، علم أن الأمر والغرض قد فاته وامتنع عليه من الأمر [55] ما كان يقدره. فشكا الى عسكر ابن أبى طاهر وأبى المعضاد كلاب بن الكلب وجماعة من المسيبيين [2] الحال وقال:
- «يا قوم يرث قراد بن اللديد مال بنى المسيب وهم أحياء؟» فقال له عسكر:
- «هذا من عملك ولخوف ابن أخيك منك.» فقال: «ومن أى شيء خاف وما الذي يريده؟» قال: «لو سكن منك إلى خلوص النية وصلة الرحم وحفظه فيما خلفه أبوه له لما أدخل بينك وبينه غريبا ولكنت أولى به وكان أولى بالمحاماة عنك.» فقال له الحسن:
- «أنا على ذاك ومهما سمتمونيه من توثقه عليه بذلته لكم.» وكتب عسكر ابن أبى طاهر الى قراوش بما جرى وترددت الرسل بينه وبينه فيه حتى استقر الأمر على أن يسير الحسن الى الأنبار مظهرا فإذا وقعت العين على العين قبضا على قراد وارتجعا منه ما أخذه ولم يدخل أبو الحسين ابن شهرويه فى القصة ولا عرفها.
وانحدر الحسن وقرب من الأنبار وبرز قراوش وقراد للقائه. وبينما الفريقان متصافان متواقفان إذ جاء بعض العرب فأسر الى قراد شيئا. فولى هاربا يطلب طريق البرية وتبعه قرواش والحسن وأصحابهما وجدوا فى
Shafi 455