البوقات، وحملوا.
فلما تردد الخطاب منهم وقل إصغاء ابى جعفر إلى ذلك قال له مردجاوك:
- «إذا كنت قد أقمت على أمرك فامض لشأنك فإننى لا أتبعك.» فقال له أبو جعفر حينئذ:
- «إذا وصلنا اسبهسلار أبو العلاء غدا وفتح كان الاسبهسلار وكنت أنت مردجاوك وصرت انا أستاذ هرمز ورجعنا على أعقابنا إلى باب السلطان بالذل والخيبة وتصورنا بصورة من لم يكن عنده خير حتى جاء مجوسي فعمل وأغنى.» هذا لفظ أستاذ هرمز فكان هذا القول حرك مردجاوك وهزه وبعثه على متابعته فقال له:
- «الأمر لك.» وسارا حتى نزلا بخشار وقد كان طاهر بن خلف أحسن معاملة أبى موسى خواجة بن سياهجنك ودعا أبا محمد القاسم إلى وزارته والنظر فى أموره، فعلله ودافعه وواصل أبا جعفر أستاذ هرمز بالرسل والملطفات وعرفه أخبار طاهر ومجاري أموره ومتصرفات تدبيره ومتقررات عزائمه.
فلما حصل أبو جعفر بخشار وبينها وبين جيرفت عشرون فرسخا وبين بم [1] مثل ذلك وابن خلف بجيرفت وافاده كتاب أبى محمد يذكر فيه ما عمل عليه ابن خلف بجيرفت من قصده بم ويشير عليه بسبقه الى دارزين واعتراضه فى طريقه- ودارزين هذه فى سهل يحيط به شعاب وجبال- فانفذ أبو جعفر قطعة من جيشه أمرهم بأن يكمنوا لابن خلف وأصحابه فى المواضع التي لا يحسون بهم فيها ثم يخرجوا عليهم منها عند تفرقهم فى
Shafi 444