وتوجه أبو موسى وأبو محمد للقائه فلقياه فى القرية المعروفة بنهر خره هرمز على مرحلة من جيرفت لأنه قد كان سار إليها، وصفا مصافهما. [42] وكان من عادة ابن خلف فى حروبه أن يتفرد فى سرية من غلمانه بعد أن يطعمهم ويسقيهم ويتردد على مصافه فيسوى أصحابه ويرتبهم ويتأمل مصاف من بإزائه فإن وجد فيه خللا حمل على موضعه. فرأى فى بعض تردده ضعفا فى جانب من مصاف أبى موسى فحمل عليه وكسر المصاف منه وقتل جماعة وأسر أبا موسى وقد أصابته ضربة فى رأسه وأبا محمد القاسم وثلاثين رجلا من القواد منهم وندرين بن الحسين بن مستر وشوزيل بن كوس (كذا) وشيرزيل بن على ومن يجرى مجراهم وكف عن القتل واستباح السواد وغنم هو وأصحابه منه ما تأثلت أحوالهم به وتمم الى جيرفت ودخلها واستولى على معظم أعمال كرمان وملكها وطالبه الديلم وقصدوه وتكاثروا عنده وأرادوه. وصار الفل من جيش بهاء الدولة الى السيرجان واجتمعوا فيها وكانوا عددا كثيرا وكاتبوا بهاء الدولة بالصورة فانزعج منها وقد كان قبض الموفق قبل هذا الحادث بمديدة.
وعمل ابن خلف على قصد السيرجان فخرج عنها من فيها طالبين شيراز.
فلما حصلوا بقطرة ورد عليهم كتاب بهاء الدولة بالتوقف فى موضعهم وأعلمهم تجريده أبا جعفر أستاذ هرمز بن الحسن إليهم لتدبير أمرهم وقصد عدوهم. فتوقفوا ولحق بهم أبو جعفر فأخذهم وعدل إلى هراة إصطخر.
فادخل يده فى إقطاعات الديلم بفارس وتناول ارتفاعها واستخرج أموالها وأطلق لمن معه ما أرضاهم به واستدعى من بهاء الدولة المدد فأنفذ اليه مردجاوك التركي مع طائفة كبيرة من الأتراك وثلاثمائة رجل من الديلم الخوزستانية ووعده [43] بأن يتبعه بعسكر آخر ورسم له قصد ابن خلف ومناجزته.
Shafi 442