- «فإذا كنت على ما أنت عليه فأخر ركوبك فى غد وارجع فكرك ونحضر عندك ويستقر بيننا فى غير هذا المجلس ما يكون العمل به.» فلم يقبل وركب من غد إلى دار المملكة ومعه العسكر. فلما دخل وجلس فى البيت الصلى [1] نظر فيما جرت عادته بالنظر فيه وأوصل جماعة القواد اليه وخاطبهم وقضى حوائجهم.
ثم قال لأبى الفضل ابن سودمند [2] العارض والنقباء:
- «اخرجوا إلى الناس وانظروا فى أمورهم وتسلموا رقاعهم بمطالبهم.» وترددت المراسلات بينه وبين بهاء الدولة فى حديث الإعفاء وبهاء الدولة يدفعه عن ذلك وهو مقيم عليه ومقيم على المطالبة به. ثم رأينا فى الدار أمورا متغيرة ووجوها متنكرة.
فقال [35] له الصاحب أبو محمد ابن مكرم:
- «قد أحسست بما أنا مشفق منه، والرأى أن تقوم وتخرج، فان أحدا لا يقدم على منعك، وإذا حصلت فى دارك دبرت أمرك بما تراه صوابا لنفسك.» فقال له: قد خفت أيها الصاحب وخرت فقم وانصرف. فراجعه القول قليلا ثم انصرف وركب وتبين الموفق من بعد أمره.
[قال أبو نصر] [3] فقال لى:
- «امض وخذ لنفسك.» فقلت: «بل أقيم وأكون معك.» فزبرني وقال:
- «اخرج كما يقال لك.» فخرجت ولم يبق عنده إلا أبو غالب بن خلف وأبو الفضل الإسكافى:
Shafi 434