خروج الحسين(ع) لم يكن أمام الحسين (ع) إلا أمرين لا ثالث لهما إما البيعة ليزيد والخضوع والإستسلام وإقرار الظلم والفساد وهذا الأمر يأباه الحسين (ع)، وترفضه شريعة الإسلام، وإما الخروج ولا بد منه ولذلك خرج الحسين(ع) وهو يردد. (( والله ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا مفسدا وإنما أريد الإصلاح في أمة جدي رسول الله )). يقول العقاد في كتابه الحسين أبو الشهداء: (( وأعجب شيء أن يطلب إلى حسين بن علي أن يبايع مثل هذا الرجل ويزكيه إماما للمسلمين، ويشهد له عندهم أنه نعم الخليفة المأمول صاحب الحق في الخلافة وصاحب القدرة عليها. ولا مناص للحسين من خصلتين: هذه، أو الخروج! )) (1) .
توجه الحسين (ع) إلى الكوفة عندما وصله كتاب مسلم بن عقيل ببيعة أهل العراق له، ولكنه علم في الطريق بمقتل مسلم بن عقيل فسمح لأصحابه بالإنصراف فانصرفوا ولم يتبق معه إلا أهل بيته وخواص أصحابه. وقرب وصول الحسين(ع) إلى الكوفة لقيه الحر بن يزيد الرياحي ومنعه من دخول الكوفة حتى نزل الحسين(ع) بأرض كربلاء فسأل الحسين: (ع) أصحابه ما اسم هذه الأرض؟
قالوا: كربلاء با ابن رسول الله. فقال الحسين (ع): (( اللهم إنا نعوذ بك من الكرب والبلاء )).
وأقبلت طلائع الجيوش بقيادة عمر بن سعد بن أبي وقاص، ومعه شمر بن ذي الجوشن حتى أحاطوا بالحسين(ع) وأصحابه.
الحسين في كربلاء
لما وصل الحسين (ع) أرض كربلاء وحط رحاله وضرب أبنيته وأقبل عمر بن سعد في جيشه تعاهد الحسين أصحابه وأصلح عدته وسيفه وهو يقول:
يا دهر أف لك من خليل
من طالب وصاحب فتيل
والأمر في ذاك إلى الجليل
كم لك بالإشراق والأصيل
والدهر لا يقنع بالبديل
Shafi 57