عمل معاوية على تحويل الدولة الأسلامية إلى دولة أموية، وفكر في البيعة لابنه يزيد. ولكن لن يتمكن من ذلك والحسن (ع) على قيد الحياة وشروط الصلح تمنع عليه ذلك (1) والأمة لا تعدل بالحسن (ع) أحدا لذلك فكر معاوية في قتل الحسن بن علي (ع) لينتقم لنفسه أولا من علي والحسن (ع) وليجبر الناس على بيعة ابنه يزيد ثانيا. ولذلك دس معاوية السم للحسن مع زوجته جعدة بنت الأشعث الكندي وكان قد حصل بينها وبين الحسن وحشة فاغتنم معاوية ذلك أرسل لها بمائة ألف درهم ووعدها بالزواج من يزيد إذا سمت الحسن فسقت الحسن السم (2) وعندما أدرك الحسن (ع) دنوا أجله أوصى أخاه الحسين أن يدفنه جنب جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا أن يخافوا أن يهرق على قبره محجم دم فيدفنوه جنب أمه فاطمة الزهراء (ع).
ذهب الحسن شهيدا وأراد الحسين دفنه بجوار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فخرج (( طريد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مروان بن الحكم )) لابسا السلاح ومعه بنو أمية فتذكر الحسين وصية الحسن (ع) ودفنه بالبقيع إلى جنب أمه فاطمة (ع) وعمره ست أو سبع وأربعون سنة.
Shafi 49