ويقول: (( لولا علي لهلك عمر )) (1) .
وقالت عائشة: (( علي أعلم الناس بالسنة )) (2) وقال ابن مسعود: (( أفرض أهل المدينة وأفضلها علي )).
وقال معاوية لما بلغته وفاته: (( لقد ذهب الفقة والعلم بموت ابن أبي طالب )).
إن في ذلك دلالة واضحة على تقدمه وأفضليته على جميع الصحابة ورجوعهم إليه رجوع إلى الأعلم، والأعلم أحق بالتقدم، وإمرة المؤمنين له دون غيره.
عدله عليه السلام
أفضت الخلافة إلى علي (ع) بعد فترة طويلة آثر فيها الدعة والسكون حفاظا على الإسلام من أن تمزقه الإيدي الفاجرة، وتعود به إلى جاهليتها الأولى ووقف يذب ويدرأ عن الإسلام ما أمكنه، ولما أفضت إليه الخلافة بعد مقتل عثمان، وفي تلك الظروف البالغة الخطورة بين لهم أن خلافته إنما هي لإقامة الحق والعدل، فقال (ع): (( اللهم إنك تعلم أنه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان، ولا التماس شيء من فضول الحكام، ولكن نرد المعالم من دينك، ونظهر الإصلاح في بلادك فيأمن المظلومون من عبادك وتقام المعطلة من حدودك )) (3) .
وعلي (ع) الذي عرف ببناء الإنسان وبناء الفضيلة فيه، أراد ان يحقق له العدالة الإجتماعية بقوة لا تقبل التفاوض في الحق أو الخضوع لغير الحق. فبدأ عليه السلام منهاج عمله من أول يوم في خلافته فعزل الولاة من بني أمية الذين أستأثروا بمصالح الإسلام أمثال معاوية وعمرو بن العاص، وعبدالله بن أبي سرح وغيرهم وعين ولاته وبأيديهم العدالة الإسلامية التي تضمن للمجتمع حياته واستقامته.
وأعلن عليه السلام مبدأ المساواة (( المال مال الله، يقسم بينكم بالسوية لا فضل فيه لأحد على أحد )).
Shafi 41