وَهُوَ سَابِع عشر خلفاء العباسيين وَفِي ايامه افْتتح العباسيون مصر ثَانِيًا من هرون ابْن خمارويه وهزمت القرامطة عدَّة مَرَّات وَتُوفِّي اسماعيل الساماني وَتَوَلَّى بعده ابْنه ابو النَّصْر احْمَد فأقره الْخَلِيفَة ثمَّ توفّي فِي ١٢ ذِي الْقعدَة سنة ٢٩٥ فَكَانَت خِلَافَته سِتّ سنوات وَنصف وعمره ثَلَاث وَثَلَاثُونَ سنة وبويع بعده اخوه ابو الْفضل جَعْفَر المقتدر بِاللَّه بن المعتضد وعمره ثَلَاث عشرَة سنة وَهُوَ الثَّامِن عشر وامتدت مُدَّة خِلَافَته إِلَى سنة ٣٢٠ أَي بلغت خمْسا وَعشْرين سنة إِلَّا انه خلع فِي خلالها مرَّتَيْنِ الاولى فِي سنة ٢٩٦ خلعه الْقُضَاة والقواد لصِغَر سنه وَبَايَعُوا عبد الله ابْن المعتز ولقبوه الراضي بِاللَّه لكنه لم يلبث الا لَيْلَة وَاحِدَة ثمَّ قتل اثناء الْفِتَن والحروب الَّتِي قَامَت بَين اتِّبَاع المقتدر واتباعه واعيد المقتدر ثَانِيًا وَالثَّانيَِة فِي سنة ٣١٧ خلعه الْجند والقواد بِسَبَب تَسْلِيمه امور الْخلَافَة للنِّسَاء والخدام واشتغاله بمالا يُفِيد الامة فحاصروه فِي دَاره وَحَمَلُوهُ واولاده ووالدته إِلَى دَار مؤنس الْخَادِم اُحْدُ القواد الَّذِي كَانَت لَهُ الْيَد الطُّولى فِي هَذِه الْفِتَن واكرهوه على ان يخلع نَفسه فَفعل وَبَايَعُوا اخاه مُحَمَّد بن المعتضد ولقبوه القاهر بِاللَّه ثمَّ اعيد بعد ثَلَاثَة ايام من خلعه وامن اخاه القاهر بِاللَّه وَبَقِي حَيا إِلَى ان خَلفه بعد قَتله سنة ٣٢٠ وَلم يعد المؤرخون عبد الله بن المعتز فِي عداد الْخُلَفَاء لانه لم يحكم الا لَيْلَة وَاحِدَة لَكِن اعتبرته تَاسِع عشر خلفائهم بِمَا انه حصلت مبايعته وَتَوَلَّى الحكم فِي ايام المقتدر حصلت عدَّة حروب بَين جُنُوده وَبَين القرامطة كَانَ النَّصْر فِيهَا غَالِبا لجنود الْخَلِيفَة
ظُهُور الدولة الفاطمية بتونس
وابتدأت دولة الفاطميين بتونس فِي سنة ٢٩٦ واولهم الْمهْدي ابو مُحَمَّد عبيد الله وَكَانَ الْقَائِم بالدعوة لَهُ ابو عبد الله الشيعي فاستقل بافريقيا تونس والجزائر بعد ان انتزعهما من بني الاغلب الَّذين حكمُوا مُدَّة مائَة واثنتي عشرَة سنة اولها
1 / 53