193

Targhib Wa Tarhib

الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة

Mai Buga Littafi

مكتبة مصطفى البابي الحلبي

Lambar Fassara

الثالثة

Shekarar Bugawa

١٣٨٨ هـ - ١٩٦٨ م

Inda aka buga

مصر

٣ - وعن عُمر بن الخطاب ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: من بنى لله مسجدًا يُذكر فيه (١) بنى الله له بيتًا في الجنة. رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه.
٤ - وعن جابر بن عبد الله ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: من حفر بئر ماءٍ لم يشرب منه كبدٌ حَرِّى (٢) من جِنً، ولا إنس، ولا طائرٍ إلا آجرهُ الله يوم القيامة، ومن بنى لله مسجدًا كمفحص قطاةٍ أو أصغر بنى الله له بيتًا في الجنة. رواه ابن خزيمة في صحيحه، وروى ابن ماجه منه ذكر المسجد فقط بإسناد صحيح، ورواه أحمد والبزار عن ابن عباس عن النبى ﷺ إلا أنهما قالا: كمفحص (٣)
قطاةٍ لبيضها

(١) تقام فيه الصلوات. وتفتح أبوابه للفقراء لذكرالله، وتلاوة كلامه، وتدريس العلم.
(٢) سقى كل ذى روح شديد العطش في حاجة إلى الظمأ.
(٣) قدر عشها ومأواها. دلائل كتاب الله، قال الله تعالى:
أ - (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين. لهم في الدنيا خزى ولهم في الآخرة عذاب عظيم) ١١٥ من سورة البقرة.
قال البيضاوى: عام لكل من خرب مسجدًا، أو سعى في تعطيل مكانه مرشح للصلاة وإن نزل في الروم لما غزوا بيت المقدس وخربوه وقتلوا أهله، وفي المشركين لما منعوا رسول الله ﷺ أن يدخل المسجد الحرام عام الحديبية.
إن هؤلاء المانعين المخربين ما كان لهم أن يدخلوها إلا بخشية وخشوع فضلا عن أن يجترئوا على تخريبها، أو ما كان الحق أن يدخلوها إلا خائفين من المؤمنين أن يبطشوا بهم، فضلا عن أن يمنعوهم منها، أو ما كان لهم في علم الله وقضائه، فيكون وعدا للمؤمنين بالنصرة، واستخلاص المساجد منهم، وقد أنجز وعده سبحانه، وأصاب الكفار خزى الدنيا بالقتل، والسبى، والذلة بضرب الجزية إلى عذاب الآخرة بكفرهم وظلمهم.
ب - ... (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا). ١٩ من سورة الجن. أي إنها مختصة بالله عزّ شأنه، فلا تعبدوا فيها غيره: (ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون. إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين) ١٧، ١٨ من سورة التوبة. أي شيئًا من المساجد فضلا عن المسجد الحرام.
قال البيضاوى: إنما تستقيم عمارتها لهؤلاء الجامعين للكمالات العلمية والعملية، ومن عمارتها تزيينها بالفرش وتنويرها بالسرج وإدامة العبادة والذكر ودرس العلم فيها، وصيانتها مما لم تبن له كحديث الدنيا، وعن النبى ﷺ (قال الله تعالى: إن بيوتى في أرضى المساجد، وإن زوارى فيها عمارةا، فطوبى لعبد تطهر في بيته ثم زارنى في بيتي، فحق على المزور أن يكرم زائره، وإنما لم يذكر الإيمان بالرسول لما علم أن الإيمان بالله قرينه، وتمامه الإيمان به، ولدلالة قوله: وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله في أبواب الدين، وقوله (فعسى أولئك) ذكره بصيغة التوقع قطعا لأطماع المشركين في اهتداء والانتفاع بأعمالهم، وتوبيخًا لهم بالقطع بأنهم مهتدون أهـ ص ٢٧٧.

1 / 194