ورواه أبى يعلَى عن يزيدَ الرقاشى عن أنس بن مالك.
ولفظه: إن رسول الله ﷺ ذات ليلة فأذَّن بلالٌ، فقال رسول الله ﷺ: من قال مثل مقالته، وشهد مثل شهادته فله الجنةُ.
(عرّس المسافر) بتشديد الراء: إذا نزل آخر الليل ليستريح.
ما يقال بعد الأذان
٩ - وعن جابر بن عبد الله ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: من قال حين ينادى المنادى: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة النافعة، صلِّ على محمدٍ، وارض عنى رضًا لا سخط بعده استجاب الله له دعوته، رواه أحمد والطبراني في الأوسط، وفيه ابن لهيعة، وسيأتى في باب الدعاء بين الأذان والإقامة حديث أبى أمامة إن شاء الله تعالى.
١٠ - وعن عبد الله بن عمر ﵄ أن رجلًا قال: يا رسول إن المؤذنين يفضلوننا (١). فقال رسول الله ﷺ: قُل كما يقولون، فإذا انتهيت فسل تُعطه (٢). رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه.
١١ - وعن أبي الدرداء ﵁ أن رسول الله ﷺ كان يقول إذا سمع المؤذن: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة صل على محمدٍ وأعطهِ سُؤلَهُ يوم القيامة، وكان يسمعها من حوله، ويجب أن يقولوا مثل ذلك إذا سَمِعُوا المُؤَذِّنَ، قال: ومن قال مثل ذلك إذا سمع المؤذن وجبت له شفاعة محمدٍ ﷺ يوم القيامة (٣).
رواه الطبراني في الكبير والأوسط
(١) أفضل عليه وتفضل: تطاول وافتخر، أي يزيدون علينا في الثواب.
(٢) اسأل الله يجب طلبك.
(٣) فسر الشفاعة ﷺ في حديث (يجمع الله الناس يوم القيامة، فيهتمون لذلك، فيقولون لو استشفعنا على ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا قال: فيأتون آدم ﷺ ... إلى أن قال ﷺ: فيأتونى، فأستأذن على ربى فيؤذن لى، فإذا أنا رأيته وقعت ساجدًا، فيدعنى ما شاء الله، فيقال: يا محمد ارفع رأسك، قل تسمع: سل تعطه، اشفع تشفع) الحديث ص ٥٨ - ٣.
يمر الناس على سادتنا: آدم، ونوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى عليهم الصلاة والسلام؛ فيقولون: ائتوا محمدا ﷺ عبدًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيقول ﷺ: أمتى أمتى. وأيضا تحل الشفاعة للأنبياء والملائكة وغيرهم صلوات الله وسلامه عليهم. فالشفاعة: الإراحة من الموقف والفصل بين العباد. =