أحمد باشا الوزير الملقب بالحافظ هو(1) الوزير الكبير الحافظ لكلام الله تعالى العليم الحير.الذي تربى في حرم السلطنة العثمانية في قسطنطينية المحية (2 فنبغ أميرا، وصار وزيرا . تقلب في الولايات ، ونال المراتب العليات ، بحيث انه جلس في منزلة الوزادة العظمى ، ونال المقام الآسمى . وسبب تلقبه بالحافظ أنه حفظ كلام الله جل وعلا، وقرأه بالروايات المتعددة ، وتلا، وتولى مصر فباشرها أحسن مباشرة، وطالت مدته بها، ولما تعزل عنها رجع الى الآبواب السلطانية من طريق دمشق الشام ، وكان معه من الأسباب والتجملات ما يستكثر على بعض الملوك . ونزل في دمشق في الميدان الآخضر (3 قريبا من العمارة السليمانية (4). وكان أمير الآمراء حينئذ بدمشق مراد باشا الذي أسر في ديار الجم . (51 ب) فتلقاه واكرم نزله وأضافه، وبالغ في رعايته، حتى لانه قال له: ياأمير أنت توحلني من دمشق بكثرة إحسانك، فإنك قد أخجلتني بفضلك وأغرقتني بأمطار سحائب مننك ولما رحل عن دمشق ركب الآمير مراد باشا لوداعه، وكذلك عساكر الشام . ولما وصل الى الأبواب العالية بقسطنطينية جعل وزيرأ ومشيرا .
وهو في هذا التاريخ - وهو سنة تسع بعد الآلف - قائم مقام الوزير الأعظم ابراهيم باشا. وذلك لأن حضرة السلطان الأعظم ، والحاقان الأكرم، (1) انظر ولاة دمشت في المهد العثانى س 29 (1) مابين الحطين الفامين ساقط من * ، ب (3) اتظر خطط دمشق القدية لنا (4) انظر ذيل ثار ااقاصد ص 22
============================================================
السلطان محمد حفظه الله تعالى أرسل الوزير الأعظم ابراهيم باشا الى قتال الكفار في بلادهم . فلزم أن يكون له نائب من الوزراء، فجعل الحافظ أحمد باشا المذكور قائا مقامه، يعرض الأمور المهمة على حضرة السلطان .
ومن غربب ما اتفق أن الحافظ هذا لما صرف عن ولاية مصر وذهب الى قسطنطينية حسبوا مال الخزينة في أيامه فوجدوه ناقصا بمقدار خمس مثة الف دينار ذهبا عينا فطلبوه منه فتعلل، فعرض الأمر على حضرة السلطان فأمر بتعيين قاضي العساكر بناحية أناطولي ، وهو يحيي افندي الشهير بقوش يحيى، ومعه مولانا حسن افندي الشهير بابن القتلي قاضي القضاة بمصر سابقا، ومعهما عثان افندي قاضي القضاة بمصر سابقا لأجل سماع الدعوى على الحافظ المذكور، بالمال المزبور. وكان المدعي رأس أرباب الدفاتر محمود افندي الملقب بفجل (1) المزبلة، لكونه وكيل حضرة السلطان فيما يتعلق بالأموال. فادعى محمود المذكور على الحافظ بحضرة القضاة الثلاثة المذكودين وكانت الدعوى في مجلس الوزير الأعظم ابراهيم باشا. فجسال الكلام في الدعوى المذكورة، الى أن اتفق قاضيان على إلزام الحافظ بالمال كله ، وهما يحيى أفتدي وحسن أفندي وخالفهما في ذلك الثالث وهو عنمان افندي وقال : لايسوغ إلزام الحافظ المذكور شرعا . فصدر بسبب المخالفة المذكورة القال والقيل . وكتب القاضيان حجة بالإلزام المذكور. فعرض أحمد الحافظ الحجة على بعض العلماء في الروم . فقال له : ليس الإلزام شرعيا، ولا هو مستوفيا للشرائط الشرعية فعرض الحافظ هذا الحكم على حضرة السلطان ، نصره الله تعالى، فكتب السلطان بخطه أمرأ (52 آ) للعلماء أن يكتبوا مايعلمون في الحكم المذكور إن كان صحيحا أو باطلا. فكتب غالب علماء دار السلطنة على الحكم والإلزام بأنته باطل ، ولم ايستوف ((2) الإلزام شرائطه الشرعية . وتنوعوا في الكتابة ، وبالغوا في التشنيع على من حكم . فمن جملة من حكم عليه 1) بعجل (2) سانط من
============================================================
أحمد أفتدي بن روح الله الأنصاري المنفصل عن قضاء العساكر، وكذلك محمد ألندي ولد الخوجا سعد الدين قاضي العساكر يومئذ بولاية الروم، وأخوه أسعد أفندي المنفصل عن قضاه قسطنطينية . وكتب المولى عبد الحليم أفندي المنفصل عن قضاء العسكر ، وكثب كل منهم عبارة بليغة لطيفة لكن بلسان تفهيم حضرة السلطان وبقية أرباب الدولة ولقد رأيث صورة الحجة وصورة ماكتب عليها الطماء مفصلا في دمشق صحبة بعض قضاة دمشق، في سنة تسع بعد الألف وانفصل الأمر عن أن الحافظ المذكور لم يعط من المبلغ المذكور شيئا لعدم وقوع الإلزام موقعه الشرعي.
والحافظ في بومنا هذا يتعاطى أمور الوزارة العظمى، وعنده كمال الدقة في حفظ مال السلطنة حتى إن ناظر الأموال السلطانية بدمشق وهو مولانا وسيدنا محمد أمين الدفتري الجمي حفظه الله تعالى أخبر ني أن الحافظ الذكور كتب دفترا وأرصله إلى دمشق بأصماء جماعة يضطون في دمشق من الصدقات السلطانية ومنع من عداهم، مع أن المنوعين في غاية الكثرة والاستحقاق، ويكفيه مافي ذلك من قطع الأرزاق وللحافظ أحمد صاحب الترجمة خادم أبيض خصي نحيف البنية خفيء الصوت عند النكلم ، لكنه مذكورة بالعقل الرزين ، والتدبير المتين . والله تعالى يقدم مافيه الخير لنا وللمسلمين . أجمعين آمين
============================================================
2
Shafi da ba'a sani ba