225

Tarajim Acyan

Nau'ikan

============================================================

9 من المناصب قضاء شيزر) وقضاء المشجدل، وقضاء القنيطرة من نواحي دمشق. ثم إنه ترك ذالك كله، وألقى عن كاهله كيه. وجلس في بيته يكتب ويحرر، ويذاكر في أنواع العلوم ويقرر، وانفرد في بيته الكاين بالقرب من البادرائية، في جوار بيت المرحوم السيد كمال الدين ابن حمزة كان لي به اجتماع كثير، وكان له علي في ذالك الاجتماع لطف غزير وكان ميدأ ذالك انه مر يوما بالجامع الآموي، وأتا أدرس الفقه على مذهب الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه عند شباك الكاملية بالحائط الشمالي، فوقف لحظة يسمع إلقائي للدرس المذكور . فلمتا ذهب الى بيته قال لولديه الفاضلين المرحوم سيدى محمد والمرحوم سيدي الجمال جمال الدين : رأيت، اليوم رجلا يدرس في الجامع الأموي في فقه الشافعي ، وأظنه قد سيا مارأيت أفصح من لهجته ، ولا أبلغ من عبارقه . فقالا له : نعم هذا فلان، وهر من معارفتا فقال : فأرسلوا إليه أحدا يحضره اليناهنا حتي نتصاحب معه فأرسلوا إلي رجلا من أقباعهم . فدخلت إلى بيتهم المذكور، فوجدت، القاضي وولديه جالسين . فلما دخلت استقبلوني وفي صدر المكان أجلسوني فتذاكرنا معهم أنواع الدقائق ، وتجاذبنا في حضرتهم أهداب الحقائق ، إلى أن رغب كل منا في اخيه، وتماقدنا على عهد الآخوة محترزين عما ينافيه وكنا في كل يوم نجتمع في دارهم المذكورة، وهم يتفضلون بالمكارم الي ليست بمنزورة . ولم يكن بيننا صوى مذاكرة العلوم ، والتفحص عما تضمنته من منطوق ومفهوم وكانت عندهم الكتب الق يعز وجودها الحسنة، 2/178) والآثار المستحسنة ولقد انتفعت بصحبتهم لوجوه مذاكرة العلوم . ومنها الاطلاع على ما عندهم من الكتب التي يعز وجودها على كل

============================================================

أحد . ومنها أن القاضي عبد الرحمن المذكور كان ينوه باسمي حيث كان، ويثبت على فضائلي أصدق البرهان ومنها الاستفناء بها مع ما عندهم من الصيانة عن بعض الإخوان الدين ما (1) الحيانة فرحم الله هاتيك الأجساد، وأمطر عليها من سيب الرحمة عهد العهاد، فإنهم كانوا جمالا للأيام ) وابتهاجا لأبناء دمشق الشام . وقد أفردت لولديه المذكورين ترجمتين ستأتي كل واحدة في موضعها. ولقد دامت مصاحبتثا معهم أعواما عديدة) ومدة مديدة ، ليلا ونهارا . لا يجد أحد منا عن صاحبه اصطبارا، وبالله ثم بالله لقد كان القاضي عبد الرحمن المذكور يأتي المدرسة الناصرية الجوانية وهي بچوارهم عند بيتهم فيجلس عندي في حجرتي بالمدرسة المذكورة ويبث لي ما عنده من حوادث الزمان ، ومن نوائب الحدثان . فإنه كان كثيرا ما يتكدر لأنه يرى مناصب آبائه في يد الغير وهو منها محروم . فكانت لذلك تعتريه الهوم، وكان يخطر له ما لقي والده قاضي القضاة من تعصب الدهر وجفاه وما لقيه من التفتيش الذي أتى على غالب أملاكهم، وفرق بين عقود اسلاكهم، فكان يتأوه نارا، ويقدح في تأوهه شرارا. وكان كثيرا ما ينشد قول القائل: من يتمني العمر فليدرع صبرا على فقد احبائه

ومن يعمر يلق في نفسه ما يتمناه لأعداته وكان قد راى في بعض التواريخ قول القائل :

الحمد لله على آني لست بذي مال ولا ضيغه فالماء أفنى ماء ديباجتي وصرت بالضيعة في ضيعه (1) ياض في جميع الأصول .

============================================================

فكان يقول: الحمد لله على أنتي أصبحت ذا مال وذا ضيعه فالماء أفني ماء ديباجتي وصرت بالضيعة في ضيعه (178 ب) وبالجملة فقد كانت له مكارم أخلاق ما ملكها غيره من أبثاء زمانه، غير أنه كان مبتلى بالعمارة والتخريب ، وكان بعمر الشيء إلى أن يصل إلى حد الإتمام ثم يعن له أن يغيتره فيخربه بالتمام. وهلم جر. وكان يضيع لذلك أمولا كثيرة ولاكنته مع ذالك يحد بالاشتغال بالبناء سلوة عن أحزانه واشتفالا عن أبناء زمانه وكان رحمه الله تعالى كاتبا شاعرا، ناظما تايرا فمن شعره ما أنشدنيه في بيته المذكور في سنة خمس وثمانين وتسعماية: ناهزت خمسين ولم آتعظ وشاب فودي منذرا بالرحيل ولم أقدم عملا صالحا فحسبي الله ونعم الوكيل ولما فات الخمسين كان ينشد البيت هكذا جاوزت خمسين ولم أتعظ وله أيضا من قصيدة كتبها الى قاضي العسكر مطلمها : ان ابن فرفورعلى طرده عن بابكم باق على عهده داع لكم مثن عليكم كما يعلمه السيد من عبده

ولما أنشدني قوله تاهزت خمسين الى آخره انشدته لي في ذلك ارتجالا: أذاقني الدهر صروف الثوى وصرت من جور الليالى ذليل ولم أقدم عملا صالحا فحسي الله ونعم الوكيل ولما مات ولده سيدي حمد في التاريخ المذكور في كرجمته في حرف الع وجد عليه وجدا عظيما، وتاسف لفقده تاسفا جسيما. وانقطع

============================================================

Shafi da ba'a sani ba