Taraif Fi Macrifat Madhahib
الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف
الذي كماله أشهر من كل مشتهر أن يجهلوا الفرق بين علي بن أبي طالب(ع)وبين أبي بكر وعمر وعثمان أو يفضلون على علي(ع)من هو دونه من البشر وذلك لأن معهم تلك العقول السقيمة فلا يستبعد أن توقعهم في المهالك الذميمة
ومن يك ذا فم مر مريض
يجد مرا به الماء الزلالا
مبيت علي(ع)في فراش رسول الله (ص)
ومن آيات الله ورسوله في علي بن أبي طالب(ع)التي انفرد بها عن سائر المسلمين وكانت سببا لانتظام الرسالة وبقاء الدين بمقتضى رواية رجال الأربعة المذاهب وروايتهم لحديث من يؤازرني وينصرني يكون وصيي وقد تقدم فإنه لم يقم بذلك أحد سواه.
ومن ذلك مبيته(ع)على فراش النبي الأمي(ص)يفديه بمهجته ولو لا هذا المبيت وفكاكه من الأعداء ما تمكن من هجرته ولإتمام رسالته ومن المعلوم أن أتباع الأنبياء والرؤساء والأمراء متى انكسر الرئيس أو اندفع النبي أو هرب الأمير لم يبق لمن تبعه قوة على ثبوت قدم ولا رفع علم ولا يكلف ما عجز عنه رئيسه ومتقدمه وعلي بن أبي طالب(ع)يقف ويبيت في الوقت الذي اندفع فيه رئيسه ونبيه ومتقدمه.
ثم العجب أنه حكي ما كان الأمر مقصورا على أنه يبيت في موضع النبي(ص)بعض الليل أو كل الليل فحسب حتى يبعد النبي عن مكة فإنه لو كان الأمر كذلك كان أهون ولكنه تكلف أنه يفديه بنفسه ويصبح بين
Shafi 33